نيويورك، 28 مارس/ آذار 2019 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على السلطات الموريتانية أن تفرج فوراً عن المدونين عبد الرحمن ودادي والشيخ ولد جدو، وأن تتوقف عن احتجاز الصحفيين بتهمة نشر أخبار كاذبة.
وكان ودادي وولد جدو قد استجابا لاستدعاء من وحدة الجرائم الاقتصادية في موريتانيا في 22 مارس/ آذار واحتُجزا منذ ذلك اليوم، حسب ما ورد في صفحتي المدونين على موقع فيسبوك، وحسبما أفاد ناصر ودادي شقيق المدون السجين، والذي تحدث مع لجنة حماية الصحفيين.
وقال شقيق المدون ودادي إن الناشطين محتجزان حالياً في سجن دار النعيم، وسيحالان على المحكمة بعد توجيه تهمة “نشر أخبار كاذبة” إليهما. وأضاف ناصر ودادي بأن كلا المدونين واجها تحقيقاً لمدة 18 ساعة في 25 مارس/ آذار ودون وجود محامٍ.
وقالت كورتني رادستش من واشنطن العاصمة، وهي مديرة قسم الدعوة والمناصرة في لجنة حماية الصحفيين، “إن احتجاز المدونين عبد الرحمن ودادي والشيخ ولد جدو هو انتهاك سافر. وتبيّن الاتهامات الموجهة إليهما كيف باتت مزاعم نشر ‘الأخبار الكاذبة’ تُستخدم كسلاح ضد الصحفيين الذين ينتقدون الأفراد الممسكين بزمام السلطة. يجب على السلطات الموريتانية أن تفرج عن المدونين فوراً وأن توقف ملاحقتها لوسائل الإعلام”.
وقد نشر ولد جدو وودادي تغطية صحفية حول الفساد في موريتانيا، بما في ذلك مزاعم بأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد اختلس أموال الدولة، وأن له حساب بقيمة 2 بليون دولار في الإمارات العربية المتحدة، وأنه يستفيد من ممارسات غير مشروعة في القطاع العقاري يديرها أحد أصدقائه، وذلك حسب ما أفاد شقيق المدون ودادي وتقارير الأنباء.
وقد أنكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز المزاعم بأنه اختلس أموالاً. وأفاد وزير المالية الموريتاني، المختار ولد أجاي، بأن صديق الرئيس تصرف وفقاً للقانون، حسبما أوردت تقارير الأنباء. وسعت لجنة حماية الصحفيين للاتصل بالسفارة الموريتانية في واشنطن العاصمة لطلب تعليق منها على احتجاز المدونين والاتهامات الموجهة إليهما وبشأن المزاعم الموجهة ضد الرئيس، إلا أن السفارة لم تجب على الاتصالات. كما أرسلت اللجنة رسالة إلكترونية إلى مكتب السفير الموريتاني في الولايات المتحدة للحصول على تعليق منه بهذا الشأن، إلا أن السفير لم يجب على الرسالة.
وكان المدونان قد استدعيا في وقت مبكر من شهر مارس/ آذار من قبل وحدة الجرائم الإلكترونية وتم استجوابهما بشأن تغطيتهما الصحفية حول مزاعم الاختلاس الموجهة إلى الرئيس، كما سُئلا لمَ لمْ يُقدما شكوى رسمية بدلاً من الكتابة حول الموضوع في شبكة الإنترنت، وفقاً لما أفاد به شقيق المدون ودادي، والذي أضاف بأن السلطات صادرت جوازي السفر وبطاقتي الهوية من المدونين بعد التحقيق معهما.
وقال ناصر ودادي للجنة حماية الصحفيين إن شقيقه يوشك على الإصابة بمرض السكري، لذا فهو يتحاج لتناول الطعام في مواعيد منتظمة؛ وأفاد بأن أسرة المدون السجين تحضر الطعام للسجن ليتناوله شقيقه السجين، ولكنه يعتقد بأن سلطات السجن لا تقدم له الطعام في وقت منتظم.
وفي العام الماضي، احتجزت السلطات الموريتانية صحفيين اثنين لمدة أسبوع بسبب شكوى تشهير رفعها رجل أعمال لأن الصحفيين زعما بأنه مرتبط بالحكومة، حسبما غطت لجنة حماية الصحفيين آنذاك.