نيويورك، 24 شباط/فبراير 2012 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على السلطات السورية أن تلبي الدعوات التي صدرت عن أكثر من 60 بلدا اليوم لإيقاف القصف الجاري في سوريا، وأن تسمح بوصول الإعانات الطبية وتوفير ممر آمن للصحفيين القتلى والجرحى العالقين في حمص.
التقى ممثلون عن أكثر من 60 بلداً في مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي عقد يوم الجمعة في تونس من أجل التوصل إلى حل للأزمة الجارية. ودعت المجموعة النظام السوري إلى تطبيق وقف فوري لإطلاق النار والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية وإنهاء الأعمال العدائية، كما طلبت المجموعة من الأمم المتحدة أن تبدأ بالتخطيط لعملية حفظ سلام، حسبما أفادت تقارير الأنباء.
وبعد ظهيرة يوم الجمعة، أفادت الأنباء أن جمعية الهلال الأحمر السورية بدأت عملية لإخلاء النساء والأطفال الجرحى من منطقة بابا عمرو في حمص، ولكن لم يتم إخلاء أي من الصحفيين حتى الآن، وذلك حسبما أفادت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة ‘رويترز‘ للأنباء.
وقد قصفت القوات الحكومية حي بابا عمرو المحاصر في يوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل الصحفية ماري كولفين من صحيفة ‘تايمز’ والمصور الصحفي الفرنسي ريمي أوشليك، حسب تقارير الأنباء. كما أصيب بجراح في الاعتداء نفسه كل من الصحفية الفرنسية إيديث بوفيه مراسلة صحيفة ‘لي فيغارو’ والمصور الصحفي البريطاني بوول كونروي الذي يعمل مع صحيفة ‘ذا صنداي تايمز’، حسب تقارير الأنباء. وما زال الصحفيان الجريحان إضافة إلى جثماني الصحفيين القتيلين عالقين في حمص، حسب تقارير الأنباء.
وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “يجب على الجيش السوري أن يوقف قصفه فوراً وأن يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة حمص المحاصرة التي قتل فيها مئات المدنيين خلال الأيام الأخيرة، بمن فيهم صحفيون. ومنذ يومين لغاية الآن، ما زال الصحفيان الجريحان إيديث بوفيه وبوول كونروي عالقين في حمص كما تم منع نقل جثماني الصحفيين ماري كولفين وريمي أوشليك إلى ذويهما”.
وقد أصدرت بوفيه مناشدة عبر مقطع فيديو نشرته على موقع يوتيوب في يوم الخميس قالت فيه إنها بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة وسيارة إسعاف لإخلائها بسبب إصابتها بتهشم في عظم الفخذ. وقال الطبيب الذي يعالجها في حمص والذي ظهر معها في مقطع الفيديو إنه يجب إخلاؤها فوراً.
وبعد فترة وجيزة من ذلك، أصدر كونروي مناشدة أيضاً عبر مقطع فيديو نشره على موقع يوتيوب وظهر فيه ثلاثة جراح كبيرة في الفخذ أصيب بها جراء الاعتداء. وقال الطبيب الذي يعالجه إنه يجب إخلاؤه فوراً. وكان يمكن سماع قصف متواصل في المنطقة المحيطة بهم أثناء تصوير مقاطع الفيديو.
ويوجد صحفيان آخران في حمص أيضاً وهما وليام دانيال، مراسل صحيفة ‘لي فيغارو’ ومجلة ‘تايم’، وخافيير إسبينوزا وهو مراسل الصحيفة الإسبانية اليومية ‘إل موندو’.
وقد لقي مئات المدنيين مصرعهم في حمص مؤخراً. وقتل صحفي آخر في يوم الخميس في حي بابا عمرو، وهو رامي السيد. وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن سبعة صحفيين قد قتلوا في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر.