نيويورك، 13 كانون الثاني/يناير 2012 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها للاعتداءات التي حدثت مؤخرا ضد الصحافة في تونس. فقد تعرض صحفي لاعتداء بينما كان يغطي تظاهرة أمام وزارة الداخلية في يوم الأربعاء، كما تعرضت صحفيتان لاعتداء خلال الأسبوع الماضي.
تعرض الصحفي سفيان بن حميدة لاعتداء بدني في يوم الأربعاء أمام وزارة الداخلية بينما كان يغطي اعتصاما، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية ‘وكالة تونس إفريقيا للأنباء‘، ويعمل الصحفي مراسلا لقناة ‘نسمة’ التلفزيونية الخاصة. وقد شارك في التظاهرة عناصر من قوات الأمن الداخلي وغيرهم للمطالبة بإقالة رئيس الأمن الداخلي المرتبط بالنظام السابق، حسبما أوردت تقارير الأخبار. وقال بن حميدة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن المعتدين هم نشطاء في حزب النهضة، وهو حزب الأغلبية في الحكومة الائتلافية الحالية، وكانوا يقومون بتظاهرة مضادة. ويعتبر بن حميدة من ناقدي حزب النهضة، وأعرب لوكالة تونس إفريقيا للأنباء عن اعتقاده بأن الاعتداء حدث بسبب آرائه الناقدة.
وفي 4 كانون الثاني/يناير تعرضت الصحفيتان سناء فرحات من صحيفة ‘لي تيمبس’ اليومية الناطقة بالفرنسية ومها ولهازي الكاتبة في موقع الإنترنت الأخباري ‘ويب مانيجز سنتر’ لاعتداء من قبل عناصر شرطة يرتدون ملابس مدنية بينما كانتا تغطيان تظاهرة أمام وزارة التعليم العالي، حسبما أفادت تقارير إخبارية محلية وإقليمية. وقام عناصر الأمن بجر سناء فرحات من شعرها على الأرض وصادروا بطاقتها الصحفية والكاميرا التي كانت بحوزتها. كما قاموا بتحطيم الكاميرا التي كانت بحوزة مها ولهازي، حسب المصادر نفسها.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بالقلق من أنه بعد عام كامل من الإطاحة بنظام زين العابدين من علي، ما زال الصحفيون يتعرضون للضرب علناً في شوارع تونس. لا يمكن للحكومة أن تدعي بأنها تحترم الحريات الصحفية إذا ما تقاعست عن ملاحقة مرتكبي الاعتداءات ضد وسائل الإعلام”.
وقد نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في 9 كانون الثاني/يناير تظاهرة في تونس العاصمة احتجاجا على الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون، حسبما أفادت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني. كما احتجت النقابة على تعيين أشخاص مرتبطين بالنظام السابق في مناصب قيادية في وسائل الإعلام الرئيسية في البلاد، وهي وكالة الأنباء الحكومية ‘وكالة تونس إفريقيا للأنباء’؛ والصحيفتان اليوميتان واسعتا الانتشار ‘لا برس’ و ‘الصحافة’، إضافة إلى محطتي الإذاعة والتلفزيون الحكوميتين.
وقالت الحكومة للنقابة بأنها ستجري تحقيقا بالاعتداءات التي حدثت مؤخرا على الصحفيين.
وكانت لجنة حماية الصحفيين قد وثقت اعتداءات سابقة ضد الصحفيين في تونس منذ سقط النظام السابق قبل ما يزيد عن عام. ففي أيار/مايو، اعتدى عناصر من الشرطة يرتدون ملابس مدنية على 15 صحفيا محليا ودوليا بينما كانوا يغطون التظاهرات.