نيويورك، 3 كانون الثاني/يناير 2012 – قُتل خلال الأيام الأخيرة صحفي سوري يعمل بالصحافة الرسمية إضافة إلى مصور فيديو كان يعمل على توثيق الاضطرابات في محافظة حمص في حادثين منفصلين تعرض خلالهما الصحفيان لإطلاق رصاص، حسبما أوردت تقارير الأخبار. وتعمل لجنة حماية الصحفيين على التحقيق في ملابسات الحادثتين.
أصيب الصحفي شكري أبو البرغل برصاصة في رأسه أطلقها مسلحون مجهولون في يوم الجمعة في منزل الصحفي القتيل في ضاحية داريا في دمشق، حسبما أوردت عدة تقارير إخبارية. وكان الصحفي يعمل مذيعا في إذاعة دمشق الحكومية ومحررا في صحيفة ‘الثورة’ التي تملكها الدولة. وقد نقل الصحفي إلى المستشفى ولكنه توفي متأثراً بجراحه، حسبما أفادت تقارير الأنباء.
وكان شكري أبو البرغل يعمل مراسلا صحفيا لصحيفة ‘الثورة’ ولإذاعة دمشق لمدة تزيد عن ثلاثة عقود، وفق تقارير الأنباء. وقد أذاع التلفزيون الحكومي أن الصحفي قتل على يد “مجموعات إرهابية مسلحة”. وما انفكت الحكومة تلقي باللائمة عن الاضطرابات وعمليات القتل على عمليات تخريبية ومجموعات إرهابية مسلحة ولكنها لم توفر دليلا يثبت مزاعمها.
لقي المصور الصحفي باسل السيد مصرعه في مستشفى في حمص إثر إصابته بالرصاص في 27 كانون الأول/ديسمبر، وكان يصور بصفة منتظمة عمليات القمع التي تقوم بها قوات الأمن ضد المتظاهرين المناهضين للنظام في حي بابا عمرو الذي يقطنه، حسبما أفادت تقارير الأنباء. وعزت التقارير مصدر الرصاص إلى قوات الأمن السورية، رغم أنه لم يتم تحديد الوقت المحدد لإصابته. وكان هذا المصور الصحفي الذي يبلغ من العمر 24 عاماً قد التقط مقاطع فيديو يبلغ طولها مئات الساعات، حسمبا أفاد الناشط السوري الذي يعيش في المنفى، رامي جراح، لمحطة الإذاعة الوطنية العامة في أمريكا. وقد ظهرت المواد التي صورها على منظمات إخبارية نظمها المواطنون.
ومع الحظر الفعلي المفروض على دخول الصحفيين الأجانب إلى سوريا وتهميش وسائل الإعلام المحلية، فإن وسائل الإعلام الدولية اعتمدت بشدة على المقاطع المصورة التي يلتقطها المواطنون الصحفيون مثل باسل السيد.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بالأسى لمقتل الصحفيين شكري أبو البرغل وباسل السيد. لقد قامت الحكومة بطرد الصحفيين الدوليين في حين قامت باحتجاز الصحفيين المحليين أو تهميشهم، والآن ومع مقتل باسل السيد ها هي تقتل المواطنين الذين يحاولون ملء الفجوة الإعلامية”.
وقد قتل ثلاثة صحفيين سوريين منذ تشرين الثاني/نوفمبر، كان أولهم فرزات جربان، وهو مصور عثر على جثته وقد اقتلعت عيناه وذلك في بلدة القصير في حمص. وكانت آخر مرة شوهد بها بينما كان يتم احتجازه على أثر قيامه بتصوير الاحتجاجات. وكانت حالات القتل الثلاثة الأخيرة هي أول حالات توثقها لجنة حماية الصحفيين في سوريا منذ بدأت بتوثيق حالات قتل الصحفيين في عام 1992.