نيويورك، 21 حزيران/يونيو 2011 – في أعقاب الاعتداء الذي تعرض له مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في عمان، دعت لجنة حماية الصحفيين الحكومة الأردنية أن تحاسب جميع الذين يهددون بالاعتداء على الصحفيين.
اعتدى عشرة رجال يرتدون ملابس مدنية على مكاتب وكالة الأنباء الفرنسية في عمان في يوم الأربعاء وقاموا بتحطيم أثاث ومعدات، حسبما أفاد الصحفي كمال طه الذي يعمل في الوكالة، والذي كان مناوبا في وقت الاعتداء، وفقا لتقارير إخبارية دولية. وقد حدث هذا الاعتداء بعد ثلاث ساعات من ورود مكالمة هاتفية من شخص مجهول هدد فيها بارتكاب اعتداء بدني ضد رئيسية مكتب وكالة الأخبار الفرنسية، رندا حبيب، وضد مكتب الوكالة، وذلك حسبما أوردت تقارير إعلامية وإقليمية. وعلى الرغم من أن الصحفية حبيب قد أبلغت السلطات بشأن التهديدات، إلا أن السلطات قصرت عن منع الاعتداء، حسبما أوردت صحيفة ‘نيويورك تايمز’.
وأتت هذه التهديدات والاعتداء بعد يومين فقط من قيام وكالة الأنباء الفرنسية ببث تقرير صحفي في 13 حزيران/يونيو أشار إلى حادثة قام خلالها رجال بإلقاء قوارير فارغة على موكب الملك عبدالله أثناء زيارة له لبلدة الطفيلة. وقد أنكر مسؤولون رسميون تعرض الموكب لاعتداء. وفي اليوم التالي، طالب ما يقارب 300 شخص من الموالين للحكومية بإغلاق مكتب وكالة الأنباء الفرنسية بسبب “التغطية الصفحية غير الدقيقة”، حسمبا أوردت تقارير إعلامية.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن التعهدات التي أطلقها مسؤولون أردنيون بالعثور على مرتكبي الاعتداءات التي حدثت مؤخرا وجلبهم أمام العدالة لم تؤدِ إلى أي نتيجة. إن هذه التطمينات التي ظلت دون تنفيذ ترتقي إلى مستوى القبول الضمني بالعنف ضد الصحافة”.
وقد نظم صحفيون محليون اعتصاما احتجاجيا تضامنا مع وكالة الأنباء الفرنسية، حيث طالبوا بمعاقبة مرتكبي الاعتداء. كما بعث مدير وكالة الأنباء الفرنسية إمانويل هوغ رسالة إلى رئيس الوزراء الأردني، معروف البخيت، أنكر فيها أن الوكالة تقوم “بأنشطة تخريبية” من خلال نشر هذا الخبر الصحفي، وأضاف هوغ إنه يتوقع أن تقوم الحكومة “بإجراءات ملموسة” و “فورية” لمنع حدوث اعتداءات إضافية.
وقدّم اليوم وزير الإعلام الأردني، طاهر العدوان، استقالته من الوزارة بسبب ما وصفه “قوانين تقيّد حرية التعبير” و “الاعتداءات المتكررة على الصحفيين الذين يقومون بواجبهم المهني”. وكان العدوان قد أصدر شجبا سريعا للاعتداء على مكاتب وكالة الأنباء الفرنسية. ويُذكر أن العدوان هو صحفي مخضرم ورئيس التحرير السابق للصحيفة الأردنية اليومية ‘العرب اليوم’.
وقد وثقت لجنة حماية الصحفيين عدة اعتداءات ضد الإعلام في الأردن منذ آذار/مارس، بما في ذلك تهديدات ضد موظفي الجزيرة، واعتداءات ضد صحفيين كانون يغطون التظاهرات المطالبة بالإصلاح، وأعمال قرصنة إلكترونية ضد مواقع إلكترونية إخبارية.