نيويورك، 24 أيار/مايو 2011 – طالبت لجنة حماية الصحفيين اليوم من حكومتي اليمن والبحرين إنهاء جميع أشكال التهديد والمضايقات والعنف البدني ضد الصحفيين. ففي اليمن، تعرض صحفي في يوم السبت لاعتداء عنيف حيث أصيب بعدة طعنات على يد مهاجمين مجهولين. وفي البحرين، واصلت السلطات احتجاز صحفيين والإساءة إليهم.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “لقد ظلت اليمن والبحرين منذ عدة أشهر من بين أشد منتهكي حقوق الصحفيين في الشرق الأوسط. وقد واصلت حكومتا البلدين استخدام العنف والتهديد ضد الصحفيين وظلتا تستهدفهم سعياً للسيطرة على ما ينشره الإعلام”.
وفي يوم السبت، حاول رجال مسلحون يرتدون ملابس مدنية اقتحام مكاتب الصحيفة اليمنية اليومية المستقلة ‘الأولى’ في صنعاء. وقد وصف بيان أصدرته نقابة الصحفيين اليمنيين هذه الحادثة بأنها محاولة لاغتيال مدير تحرير الصحيفة محمود عياش. وقد تعرض الصحفي حسان سعيد حسان، وهو محرر متدرب، للضرب وأصيب بعدة طعنات أثناء الاعتداء.
حدث هذا الاعتداء في وسط صنعاء، وبدء في الساعة الثالثة صباحا عندما حاولت مجموعة من الرجال أن تدخل مكاتب صحيفة ‘الأولى’ عنوة، وذلك حسبما أفاد بيان صحفي أصدرته نقابة الصحفيين اليمنيين. وعندما أخفق الرجال المسلحون بدخول المكاتب المقفلة، انتظروا عند مدخل البناية حتى وصل المحرر المتدرب حسان سعيد حسان، وذلك وفقا لبيان نقابة الصحفيين اليمنيين. وقام المسلحون بتقييد حسان وضربوه وركلوه، ووجهوا سلاحا نحو رأسه وأمروه باصطحابهم إلى المكتب وفتحه كي يتمكنوا من الوصول إلى مكتب محمود عياش، وذلك وفقا لبيان أصدرته صحيفة ‘الأولى’. وقد حاول حسان ثني المسلحين عن عزمهم بأن قال لهم إن عياش غير موجود في المكتب، فأجابوه بالقول “إنه موجود وقد أجرى قبل قليل اتصالا تلفونيا قال فيه إنه في مكتبه “، وذلك وفقا لبيان نقابة الصحفيين اليمنيين.
وعندما رفض حسان الانصياع لهم، قام الرجال بتمزيق ملابسه وطعنوه حوالي عشر طعنات. وقد تم إنقاذ حياة حسان على يد عناصر من الشرطة العسكرية الذين كانوا قريبين من مكتب الصحيفة وسمعوا نداء الاستغاثة.
ظلت صحيفة ‘الأولى’ وبصفة منتظمة هدفا لأعمال انتقامية من قبل وكلاء الحكومة اليمنية وعملائها، حسب ما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. ففي نيسان/إبريل، قامت مجموعة أخرى من رجال مجهولين بضرب المراسل الصحفي حمود الهاشمي بينما كان يغطي تظاهرات مناهضة للحكومة في تعز. وقال الهاشمي للجنة حماية الصحفيين في ذلك الوقت إنه تلقى التهديد الأول عبر مكالمة هاتفية مجهولة المصدر، حيث طلب منه المتصل أن يتوقف عن تغطية الأخبار وأن يترك مسرح الأحداث فورا. وفي اليوم نفسه، قامت قوات الأمن بمصادرة شحنة من نسخ صحيفة ‘الأولى’ وصحيفتين غيرها عند نقطة تفتيش عسكرية. وقد تعرض سائق عربة الشحن للضرب، وتمت مصادرة نسخ الصحف. وفي يوم الخميس، قام عناصر من الجيش بمصادرة 12,000 نسخة من صحيفة ‘الأولى’ عند نقطة تفتيش عسكرية وقاموا بإحراقها، حسبما أورد بيان نقابة الصحفيين اليمنيين.
وفي البحرين، تواصلت الاعتداءات ضد وسائل الإعلام. فقد اعتقلت السلطات في يوم الأحد المصور مازن مهدي الذي يعمل مع وكالة ‘دوتشه برس’، ومجلة ‘ديفنس نيوز’، حسبما أوردت صحيفة ‘فاينانشال تايمز’ التي تصدر من بريطانيا. وقال مهدي لصحيفة ‘فاينانشال تايمز’ إن عناصر الأمن وضعوا عُصابة على عينية وقيدوه وضربوه. وأفاد للصحيفة “لقد زعموا بأنني ‘نشرت أكاذيب’ أضرت بصورة البلاد”. وفي يوم الأحد، تم اعتقال الصحفية نزيهة سعيد التي تعمل مع إذاعة ‘مونتي كارلوا’ وإذاعة ‘فرانس 24’، وتعرض لمعاملة خشنة أثناء التحقيق، ولكنها على ما يبدو لم تتعرض للضرب، حسبما أفادت صحيفة ‘فاينانشال تايمز’. وقد تم الإفراج عن كلا الصحفيين في الساعات المبكرة من يوم الأثنين.
أفرجت السلطات البحرينية عن المصورين علي الكوفي، وسعيد ضاحي وحسن النشيط الذين احتجزوا في 15 أيار/مايو، وذلك حسبما أفاد صحفيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان للجنة حماية الصحفيين. في حين ظل مصور آخر، وهو محمد الشيخ، قيد الاحتجاز رغم أنه اعتقل في الفترة ذاتها، حسبما أفاد المصدر نفسه. وقد تم اعتقال المصورين علي العرادي من صحيفة ‘البلاد’ اليومية، وعبدالله حسن من صحيفة ‘الأيام’ اليومية، والمصور المستقل نضال نوح، وذلك في أيام 8 و 14 و 18 أيار/مايو، على التوالي، حسبما أفاد صحفيون محليون وناشطون حقوقيون للجنة حماية الصحفيين.