نيويورك، 13 كانون الأول/ديسمبر 2010 — أعلنت وزارة الإعلام الكويتية اليوم إنها أصدرت أمراً بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في الكويت، وذلك حسب ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا). كما قامت الوزارة أيضاً بسحب ترخيص العمل الصحفي من جميع الموظفين المحليين الذين يعملون في قناة الجزيرة. ويأتي هذا الإغلاق على أثر قيام هذه القناة الفضائية العربية التي تتخذ من الدوحة مقراً لها ببث تغطية مباشرة لإجراءات القمع التي قامت بها الشرطة الكويتية لتجمع للمعارضة، كما بثت مقابلة مع عضو معارض في البرلمان. وتطالب لجنة حماية الصحفيين السلطات الكويتية بإعادة فتح مكتب قناة الجزيرة فوراً وإعادة تراخيص العمل للموظفين.
بثت قناة الجزيرة في يوم الأربعاء مقطعاً مصوراً يظهر عناصر أمنيين يرتدون ملابس رسمية يضربون باستخدام الهروات أعضاء معارضين في البرلمان ومواطنين خلال تظاهرة احتجاجية في مدينة الكويت. وكانت التظاهرة احتجاجاً على الخطط الحكومية المزعومة لتعديل دستور عام 1962، مما من شأنه “قمع الحرية والديمقراطية”، وذلك حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية. وقامت قوات الشرطة أثناء التظاهرة بضرب الصحفي محمد السندان ضرباً مبرحاً، وهو صحفي يعمل في صحيفة “السياسة” اليومية، وذلك وفقاً لما أوردته صحيفة “القبس” اليومية.
وأفاد حسن سعيد المجمر طه للجنة حماية الصحفيين، وهو منتج أخبار يعمل في قناة الجزيرة، إن وزارة الإعلام اتصلت بمكتب القناة في الكويت يوم الجمعية وحذرت من أن الوزارة ستغلق مكتب الجزيرة إذا قامت القناة ببث المقابلة مع عضو البرلمان المعارض مسلم البرك. وقال طه للجنة حماية الصحفيين، “أبلغنا الوزارة إننا لا نسترشد في سياستنا التحريرية بأوامر الحكومة”. وقد بثت القناة المقابلة مع مسلم البرك يوم الأحد.
وقال مدير إدارة الإعلام المرئي والمسموع في وزارة الإعلام، السيد فيصل المتلقم، اليوم إن “سحب ترخيص القناة وإغلاق مكتبها جاء بقرار وزاري على أثر نقلها للإحداث الأخيرة في الكويت، وتدخلها بالشأن الداخلي على الرغم من تحذيرات سبق أن أرسلتها الوزارة لجميع وسائل الإعلام بعدم نشر أو بث أي أخبار عن الأحداث الأخيرة وإثارة الموضوع“، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية (كونا).
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نطالب السلطات الكويتية بالسماح لقناة الجزيرة أن تواصل عملها فوراً وإعادة تراخيص العمل للموظفين. إن من المفارقة الشديدة أن تقر الحكومة علناً ودون أن تشعر بأي إحراج بأنها تغلق مكتب قناة الجزيرة لأن الصحفيين فيها قاموا بعملهم. إن نشر أخبار عن ‘الأحداث الأخيرة’ هو وصف جيد لما ينبغي على الصحفيين القيام به في كل يوم“.
ومنذ تأسيس قناة الجزيرة في عام 1996، فقد تعرضت للإغلاق في جميع بلدان المنطقة تقريباً. وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن عمل القناة معلق حالياً في المغرب و البحرين إضافة إلى الكويت. وقال طه للجنة حماية الصحفيين إن قناة الجزيرة ستواصل تغطية أخبار الكويت من مكاتب أخرى في المنطقة.
وخلال العام الماضي، شهدت الكويت انحداراً ملحوظاً في حرية الصحافة. وحالياً، يمضي الكاتب والصحفي الكويتي محمد عبد القادر الجاسم حكماً بالسجن على خلفية مقال ناقد كتبه حول رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح. ويواجه الجاسم 18 دعوى جنائية بسبب مقالاته الناقدة.