نيويورك، 10 كانون الأول/ديسمبر 2010 — تعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها للمضايقات التي يتعرض لها موقع الإنترنت التابع لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، وذلك بعد أن قامت بنشر البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي كشف عنها أولاً موقع ويكيليكس. فقد تعرض موقع الصحيفة لقرصنة خلال هذا الأسبوع من قبل مهاجمين مجهولين، في حين قامت السلطات التونسية بحجب إمكانية الوصول المحلية للموقع. كما قامت السلطات السعودية بحجب موقع الإنترنت الإخباري المستقل “إيلاف”، والذي نشر أيضاً بعض الوثائق المسربة.
وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “نحن نشجب الجهود الرامية إلى تقييد التغطية الإخبارية للوثائق الدبلوماسية التي حصل عليها موقع ويكيليكس. ونطالب السطات السعودية والتونسية بالسماح بالوصول إلى وسائل الإعلام التي تغطي هذه التطورات الجديرة بالتغطية الإخبارية”.
ووفقاً لتقارير إخبارية، قامت السلطات التونسية بحجب موقع صحيفة “الأخبار” يوم الأحد بعد أن نشرت برقية دبلوماسية أمريكية وصفت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وحكومته بعبارات قاسية. فقد وصفت البرقيات الدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس القيادة التونسية بأنها فاسدة وغير مدركة لما يدور على أرض الواقع. ففي إحدى تلك البرقيات، كتب السفير الأمريكي روبرت غوديك أن الرئيس التونسي وإدارته “قد فقدوا تواصلهم مع الشعب التونسي”، وأنهم “لا يتقبلون أية نصيحة أو نقد، أكانت محلية أو دولية”. وقال السفير إن الحكومة أخذت تعتمد بصفة متزايدة على “الشرطة من أجل إحكام قبضتها” وأن “الفساد في الأوساط المقربة لقمة السلطة يتزايد”. كما أضاف أن “التونسيين يكرهون، أو حتى يمقتون، السيدة الأولى ليلى طرابلسي وأسرتها”.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إن موقعها على شبكة الإنترنت قد تعرض لقرصنة في وقت مبكر من صباح يوم الخميس، حيث تم توجيه القراء الرغبين بالاطلاع على الموقع إلى مواقع أخرى يظهر أحدها صوراً للعائلة المالكة السعودية. وقد نشرت الصحفية ترجمات لبعض البرقيات الدبلوماسية التي يتعلق موضوعها بقادة عرب، وكان من ضمن ما نشرته رسالة تصف حفلات باذخة تجري في السعودية تتضمن تناول الكحول والمخدرات. وقالت البرقية إنه يجري تنظيم هذه الحفلات تحت رعاية أمراء سعوديين.
وقال عمر نشابة، وهو عضو في مجلس تحرير صحيفة “الأخبار” إن موقع الصحيفة أصبح صالحاً اليوم، وأفاد للجنة حماية الصحفيين، “نحن ما نزال نحقق في الموضوع”. وقال نشابة إن الصحيفة ترحب بالآراء المعارضة التي يمكن نشرها على موقع الصحيفة أو في النسخة المطبوعة، “ولكن تخريب موقع الإنترنت التابع للصحيفة لن ينجح”. وبعد تعرض موقع الصحيفة للقرصنة، أسست الصحيفة موقعاً بديلاً.
ووفقاً لصحيفة “القدس العربي” التي تتخذ من لندن مقراً لها، قامت السلطات السعودية يوم الأثنين بحجب موقع “إيلاف” الإخباري، وهو موقع رائج يصدر من لندن، وذلك بعد أن نشر بعض البرقيات الدبلوماسية المسربة. ولم تقدم السلطات السعودية أية أسباب لقرارها هذا كما لم تعلن عن أية تعليقات بهذا الصدد. وأفادت تقارير إخبارية إن حجب الموقع مرتبط على الأرجح بقيامه بنشر بعض الوثائق المسربة. ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من الاتصال مع الموقع من أجل الحصول على تعليقات حول هذا الشأن.