نيويورك، 4 تشرين الأول/أكتوبر 2010 — تعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها لجريمة القتل التي جرت اليوم وذهب ضحيتها المصور الصحفي المستقل تحرير كاظم جواد، والذي يبلغ من العمل 27 عاماً، كما تعرب اللجنة عن انشغالها جراء النزعة المتصاعدة للاعتداءات القاتلة ضد الصحفيين في العراق.
توفي تحرير جواد فوراً عندما انفجرت قنبلة زرعت بسيارته في منطقة الكرمة التي تقع على بعد 50 كيلو متر إلى الغرب من بغداد في إقليم الأنبار الذي يشهد توتراً أمنياً، وذلك وفقاً لجماعات محلية معنية بحرية الصحافة وتقارير إخبارية على شبكة الإنترنت. وكان تحرير جواد يقود سيارته إلى العاصمة لتسليم أشرطة مصورة عندما انفجرت القنبلة. وقد قامت قوات الأمن بتطويق مكان الانفجار بسرعة وبدأت بتحقيقات، ولكنها لم تعتقل أي مشتبه بهم في مكان الجريمة.
عمل تحرير جواد في الصحافة لمدة سبع سنوات، حيث عمل أولاً محرراً للصحيفة الأسبوعية “الكرامة“، ثم عمل مصوراً صحفياً مستقلاً وقام بتزويد عدد كبير من المحطات التلفزيونية بمقاطع مصورة. لقد كان الصحفي القتيل “مصوراً شجاعاً” نجح في تصوير “ما عجز عنه الآخرون“، وذلك وفقاً لمحمد الجميلي رئيس مكتب بغداد لقناة “الحرة” التلفزيونية الممولة من قبل حكومة الولايات المتحدة، وهي إحدى المحطات التلفزيونية التي كان يزودها الصحفي القتيل بالمواد المصورة. وقد خلف تحرير جواد وراؤه زوجة وخمسة أبناء.
وقد محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نرسل تعازينا لأسرة زميلنا القتيل تحرير كاظم جواد“. وأضاف القول، ” مع التراجع الذي أخذت تشهده الظروف الأمنية في البلاد خلال الأشهر الماضية، فقد شهدنا تقهقر الوضع في العراق ليصبح أحد أخطر الأماكن للعمل الصحفي، ويأتي هذا بعد فترة وجيزة فقط من الهدوء النسبي. إن المصور تحرير جواد هو ثالث صحفي يقتل في العراق في أقل من شهر“.
ووفقاً لأبحاث لجنة حماية الصحفيين، كان العراق البلد الذي شهد أكبر عدد من حالات قتل الصحفيين في كل عام ما بين عامي 2003 و 2008، ولكنه تجنب هذه المنزلة في عام 2009 جراء التحسن العام في الوضع الأمني في البلاد. ولكن مع اقتراب موعد انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية وفشل الفصائل السياسية العراقية في تشكيل حكومة، فقد تصاعد العنف.