نيويورك، 30 تموز/يوليو 2010 — لجنة حماية الصحفيين تطالب السلطات الفلسطينية في الضفة الغربية أن تفرج عن الصحفي عامر أبو عرفة، مراسل وكالة شهاب للأنباء، الذي أدين وأودع السجن بسبب عمله في تغطية الأخبار. وتعتبر السلطة الفلسطينة أن هذه الوكالة التي تتخذ من غزة مقراً لها مؤيدة لحركة حماس.
اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية عامر أبو عرفة في 11 أيار/مايو، وذلك وفقاً لما أفاد به والده الذي أخبر وكالة شهاب للأنباء أن ابنه اقتيد من منزله على يد جهاز المخابرات الفلسطينية لأسباب تتعلق بعمله كصحفي. وأعرب والد الصحفي عن قلقه من أن ولده عامر تعرض لإساءة معاملة أثناء وجوده في السجن. وقال رماح مبارك، مدير وكالة شهاب للأنباء، للجنة حماية الصحفيين إن محكمة في الخليل أصدرت في 26 تموز/يوليو حكماً على عامر أبو عرفه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر ودفع غرامة قدرها 500 دينار أردني (ما يعادل 700 دولار أمريكي) بعد أن أدانته بتهمة “مقاومة سياسات السلطة”، وذلك استناداً إلى تغطيته الإخبارية.
وتحتجز السلطة الفلسطينية أيضاً صحفي آخر على الأقل في الضفة الغربية. فقد أصدرت المحكمة العسكرية التابعة للسلطة الفلسطينية في كانون الثاني/يناير حكماً بالسجن لمدة 18 شهراً ضد الصحفي طارق أبو زيد مراسل قناة الأقصى الفضائية التي تتخذ من غزة مقراً لها، وذلك بعد أن أدانته بتهمة “نقل معلومات وأموال” بما يخالف القانون. وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن السلطة الفلسطينية عمدت في عام 2007 إلى حظر عمل هذه القناة الفضائية في الضفة الغربية.
ووفقاً للمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، وهو منظمة محلية معنية بحرية الصحافة، تجاهلت قوات الأمن في الضفة الغربية أمراً أصدرته المحكمة الفلسطينية العليا بالإفراج عن طارق أبو زيد. وقال محامي أبو زيد لمركز مدى إن محاكمة موكله لم تكن عادلة وإنه ما كان ينبغي أبداً أن يحاكم أمام المحكمة العسكرية.
ووفقاً لتقارير إعلامية متعددة، تعرض عدة صحفيين آخرين يعملون لوسائل إعلام تتخذ من غزة مقراً لها للاحتجاز لفترات قصيرة في الضفة الغربية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن ندعو الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يصدر أمراً بالإفراج عن طارق أبو زيد وعامر أبو عرفة فوراً. ثمة تاريخ طويل من المضايقات ضد الصحفيين الذين يعملون مع وسائل الإعلام التي تتخذ من غزة مقراً لها أو ضد وسائل الإعلام التي ينظر إليها على أنها مؤيدة لحركة حماس. نحن نطالب السلطات في غزة وفي الضفة الغربية أن تحجم عن استخدام الصحفيين كبيادق في صراعها على النفوذ السياسي”.
وفي غزة، قامت حركة حماس مؤخراً بمنع ثلاث صحف تصدر من الضفة الغربية من دخول غزة، وهي صحف “الحياة الجديدة” و “الأيام” و “القدس”، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وقد قامت قوات الأمن التابعة لحركة حماس بمنع إدخال هذه الصحف عبر معبر إيرز في 7 تموز/يوليو، ويبدو أن ذلك بسبب اعتبار أن هذه الصحف مؤيدة للسلطة الفلسطينية.
ومن جهتها، فرضت السلطة الفلسطينية حظراً على توزيع عدة صحف مؤيدة لحركة حماس، مثل صحيفة “الرسالة” الأسبوعية، وصحيفة “فلسطين” اليومية.