نيويورك، 20 نيسان/ إبريل 2010– أصدرت لجنة حماية الصحفيين اليوم مؤشر الإفلات من العقاب في نسخته المُحدَّثة لعام 2010 وأبرزت فيه ارتفاع وتيرة العنف المميت الموجه ضد الصحافة وغير المعاقب عليه ارتفاعاً كبيراً في الفلبين والصومال. هذا المؤشر هو قائمة بأسماء البلدان التي تشهد مقتل صحفيين بصورة منتظمة وتخفق حكوماتها في حل هذ الجرائم. كما وجدت اللجنة أن مستوى الإفلات بجرائم قتل الصحفيين قد ارتفع بصورة ملحوظة في روسيا والمكسيك وهما دولتان لهما سجل حافل بالعنف المتوطن ضد الصحافة.
لقد وجدت لجنة حماية الصحفيين كذلك أن البرازيل وكولومبيا، وهما تاريخياً من الدول الأشد فتكاً في العالم بالنسبة للصحافة، قد شهدتا تحسناً ملحوظاً في كبح العنف الفتاك ضد الصحفيين وتقديم القتلة إلى العدالة. بل إن الإدانات الأخيرة الصادرة في البرازيل، في الواقع، قد رفعت اسم البلاد كلياً من قائمة المؤشر.
يقول المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين جويل سايمون: “لقد سمعنا تعهدات متكررة من الحكومات بأن قتلة الصحفيين سيمثلون أمام العدالة، ولكن إلى أن تفي الحكومات بهذه الوعود، ستظل ووسائل الإعلام مستهدفة من قبل أولئك الذين يعتقدون أنهم فوق القانون وبمنأى عن العواقب. وثمة دولة واحدة فقط وهي البرازيل قد وجدت سبيلاً لها إلى خارج قائمة العار من خلال التحقيق في هذه الجرائم ومحاكمة مرتكبيها.”
هذه هي السنة الثالثة التي تصدر فيها لجنة حماية الصحفيين مؤشرها للإفلات من العقاب والذي يحسب عدد جرائم قتل الصحفيين التي لم تحل في بلد ما كنسبة مئوية من سكان ذلك البلد. ولقد بحثت اللجنة أثناء تجميع المعلومات المستخدمة في المؤشر في جرائم القتل التي استهدفت الصحفيين في كل دولة من دول العالم منذ عام 2000 وحتى 2009. وتعتبر القضايا عالقة أو لم تُحل إذا لم تصدر أي إدانة في سياقها. ويورد المؤشر تلك الدول فقط التي شهدت خمس قضايا أو أكثر من القضايا التي لم تُحل، وقد وصل إلى هذا الحد 12 بلداً هذا العام.
تَصدَّر القائمةَ بلدان غارقان في النزاع وهما العراق في المرتبة الأولى بحصليةٍ بلغت 88 جريمة قتل صحفي ما زالت دون حل، والصومال التي حلَّت ثانياً مما يعكس استخدام المسلحين للعنف على الدوام من أجل السيطرة على وسائل الإعلام الإخبارية. ومع ذلك، هناك العديد من البلدان التي احتوتها القائمة تقدم نفسها كديمقراطيات ذات نظام إنفاذ قانوني فعال، ومنها الهند وروسيا والفلبين والمكسيك.
سجلت الفلبين رقماً قياسياً بمقتل 30 صحفياً واثنين من المساعدين الإعلاميين في مذبحة وحشية في إقليم ماجوينداناو مرتبطة بالانتخابات في عام 2009؛ الأمر الذي هوى بتصنيف البلاد على المؤشر من المركز السادس إلى المركز الثالث. ولقد طغت المذبحة على المكاسب التي كانت السلطات الفلبينية قد حققتها بصدور إدانة في جريمتي قتل لصحفيين. أما روسيا التي حلَّت في المرتبة الثامنة على المؤشر، فقد شهدت مقتل ثلاثة صحفيين في عام 2009، ليصل إجمالي عدد جرائم القتل التي لم تُحل في البلاد منذ 10 أعوام إلى 18 جريمة. أما المكسيك فقد صعدت مركزين لتحل في المركز التاسع وهو ما يعكس العنف المستمر دون رادع الذي يستهدف المراسلين العاملين في تغطية الجريمة في البلاد.
يُخلِّف وباء الإفلات من العقاب في العديد من الدول الواردة في القائمة تأثيراً أوسع نطاقاً على المجتمع بأسره، إذ أنه يخنق تدفق الأخبار والمعلومات. ففي سري لانكا، التي جاءت في المركز الرابع على المؤشر بوجود 10 جرائم قتل لم تُحل، فرّ العديد من كبار الصحفيين في البلاد إلى المنفى خوفاً من أن يُستهدفوا هم أيضاً. وفي بلدان كالمكسيك، يُظهر بحث لجنة حماية الصحفيين انتشار الرقابة الذاتية على نطاق واسع إلى درجة أن أحداثاً وقضايا رئيسية قد مرت دون تغطية صحفية.
وضعت لجنة حماية الصحفيين مؤشر الإفلات من العقاب في عام 2008 لرصد الاتجاهات على مر الزمن في البلدان التي تشهد مقتل صحفيين بصورة منتظمة وتعثُّراً في جهود إنفاذ القانون. والمؤشر هو جزء من الحملة العالمية لمكافحة الإفلات من العقاب التي تضطلع بها لجنة حماية الصحفيين والتي تسعى إلى إحقاق العدالة في جرائم قتل الصحفيين. وقد ركزت الحملة، التي ترعاها مؤسسة جون س. وجيمز ل. نايت، على روسيا والفلبين وهما من أسوأ بلدان العالم في سياق الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين.
يقول جويل سايمون: “هدفنا من وراء وضع هذا المؤشر هو تحفيز القادة في هذه الدول على العمل. فالكثير من هذه الحالات قابل للحل – إذ تم التعرف على مرتكبي هذه الجرائم بيد أن السلطات تفتقر إلى الإرادة السياسية لملاحقتهم قضائياً.”
تُطلق لجنة حماية الصحفيين مؤشر الإفلات من العقاب لعام 2010 بالتزامن مع قمة دولية بشأن الإفلات من العقاب تنعقد اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء في مدينة نيويورك. وسوف يلتئم المؤتمر بحضور مدافعين عن الصحافة وصحفيين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم لتنسيق الاستراتيجيات وتحسينها بغية الحد من أعمال القتل ضد الصحفيين.
ومن بين النتائج الأخرى لمؤشر الإفلات من العقاب الخاص بلجنة حماية الصحفيين ما يلي:
· وصل معدل الإفلات من العقاب في جرائم قتل الإعلاميين في منطقة جنوب آسيا إلى درجة متدهورة، حيث تندرج ضمن قائمة المؤشر لعام 2010 ست دول من هذه المنطقة وهي سري لانكا وأفغانستان ونيبال وبنغلاديش وباكستان والهند.
· أكثر من 90 في المئة من الضحايا حول العالم هم من المراسلين المحليين الذين يغطون مواضيع حساسة مثل الجريمة والفساد والأمن القومي في بلدانهم الأصلية.
· شهدت البرازيل مؤخراً فوز الادعاء العام بصدور قرارات إدانة ضد أربعة رجال، بينهم ثلاثة من أفراد الشرطة العسكرية، في قضية مقتل لويس كارلوس باربون فيلهو في عام 2007. ونجحت السلطات البرازيلية في محاكمة مرتكبي عدة جرائم أخرى من جرائم قتل الصحفيين في السنوات الأخيرة. وبوجود أربعة جرائم فقط لم تُحل بعد، ما عادت البرازيل تلبي الحد الأدنى لإدراجها ضمن المؤشر.
· شهد العام الماضي صدور إدانات بارزة أخرى. ففي الفلبين، أدين متهم بقتل أرماندو بيس في عام 2006، وأدين متهم آخر بقتل إدغار أمورو في عام 2005. وفي قضية بارزة في كولومبيا، صدرت إدانة بحق ثلاثة مسؤولين عموميين سابقين بتهم التآمر لقتل المُعلق الإذاعي خوسيه إميتيريو ريفاس في عام 2003.
· يُظهر بحث لجنة حماية الصحفيين بأن التهديدات الموجه للصحفيين تعد مؤشراً مهماً. فهناك أربعة جرائم على الأقل من بين كل 10 جرائم قتل تعرض لها الصحفيون حيث أفاد الضحايا قبل تعرضهم للقتل بأنهم تلقوا تهديدات.
· يهدف قتلة الصحفيين إلى دب الذعر والخوف في وسائل الإعلام كلها. فقد خضع ما يقرب من ثلث الصحفيين القتلى إما للأسر أو التعذيب قبل وفاتهم.
المؤشر
فيما يلي استعراض للبلدان الاثني عشر التي تشهد مقتل الصحفيين بصفة متكررة في حين لا تقوى حكوماتها على محاكمة القتلة أو لا ترغب في ذلك. يشمل المؤشر الفترة الواقعة ما بين 2000 و 2009.
1. العراق
ما زالت كافة جرائم قتل الصحفيين البالغة 88 جريمة والمرتكبة على مدار العقد الماضي عالقةً لم تُحل، مما يضع العراق على رأس قائمة المؤشر للعام الثالث على التوالي. ولقد وقعت جميع الحالات، ما عدا سبع منها، ضد صحفيين محليين استُهدف معظمهم على يد المسلحين. وكان من بين الضحايا مراسلة قناة العربية أطوار بهجت وأفراد طاقمها خالد محمود الفلاحي وعدنان خير الله الذين قتلوا أثناء مهمة كانوا يؤدونها خارج المسجد الذهبي في سامراء في عام 2006. وثمة توجه إيجابي: فللمرة الأولى منذ الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة، لم توثّق لجنة حماية الصحفيين في عام 2009 في العراق أي حالة قتل لصحفيين لأسباب مرتبطة بعملهم الصحفي. (لقي أربعة صحفيين حتفهم في تقاطع لإطلاق النار في عام 2009.) ومع ذلك، وبوجود مستوى من الإفلات من العقاب يعادل تقريباً ثلاثة أضعاف المستوى في أي بلد آخر، يفرض العراق مخاطر لا مثيل لها على الصحافة.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 2.794 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتل العراق المرتبة الأولى بمعدل بلغ 2.983
2. الصومال
صعدت الصومال على المؤشر لتحتل المركز الثاني، حيث استمر استهداف الصحفيين فيه ولا سيما على يد مسلحي حركة الشباب المتشددة، وكذلك على يد القوات الحكومية. وفي خضم الصراع الجاري، عجزت الحكومة الاتحادية الضعيفة عن التحقيق في أي من جرائم القتل التسع التي وثقتها لجنة حماية الصحفيين على مدار العقد المنصرم وعجزت عن محاكمة المشتبه بهم. وضمت الفئة المستهدفة بوجه التحديد الصحفيين العاملين في المحطات الإذاعية المستقلة؛ إذ كان سبعة من الضحايا يعملون لحساب محطات كهذه. وتوضح الهجمات التي استهدفت العاملين في إذاعة شابيل المستقلة فظاعة الظروف السائدة، فبعد مقتل مدير الأخبار حسن مايو حسن على يد المسلحين في كانون الثاني/يناير 2009، قُتل خلفه مختار محمد حرابي رمياً بالرصاص في سوق عامة بعد ذلك بخمسة أشهر.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 1.000 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت الصومال المرتبة الثالثة بمعدل بلغ 0.690
3. الفلبين
أدت المذبحة التي وقعت في إقليم ماجوينداناو في تشرين الأول/ نوفمبر 2009 وراح ضحيتها 30 صحفياً واثنان من المساعدين الإعلاميين إلى رفع معدل الإفلات من العقاب في الفلبين إلى أكثر من الضعف مقارنة بالعام السابق. ولقد وجهت السلطات الاتهام إلى نحو 200 شخص على خلفية المذبحة، بمن فيهم زعماء سياسيون محليون يُقال إنهم العقل المدبر وراء الاعتداء. ولقد أحصت لجنة حماية الصحفيين ما مجموعه 55 جريمة قتل صحفي لم تُحل على مدى العقد الماضي. وبصرف النظر عن واقعة ماجوينداناو، يظهر سجل البلاد الحافل على صعيد الإفلات من العقاب بعض الدلائل على حدوث تحول بفضل صدور إدانات على خلفية مقتل أرماندو بيس في عام 2006 ومقتل إدغار أمورو في عام 2005. ولكن ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد بأن السلطات ما زالت غير مستوعبة لخطورة المشكلة التي تواجهها، حيث اعتبر متحدث باسم المحكمة العليا مؤخراً التهديدات بالقتل التي تلقاها أحد المراسلين بأنها أمر “سخيف“.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.609 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت الفلبين المرتبة السادسة بمعدل بلغ 0.273
4. سري لانكا
لقي عشرة صحفيين مصرعهم على مدى العقد الماضي بسبب تغطيتهم الصحفية للحرب الأهلية، وقضايا حقوق الإنسان، وأمور السياسة، والشؤون العسكرية، والفساد. ولم تصدر أي إدانة واحدة في هذه القضايا. ولقد تعالت صرخات الغضب المحلي والعالمي في العام الماضي بعد مقتل المحرر الصحفي البارز لاسانثا وكراماتونغا. ولقد غدا العنف المميت متوطناً لدرجة أن وكراماتونغا قد تنبأ بمقتله في مقالة كتبها قُبيل وفاته. وأتى في المقالة التي نشرت بعد ثلاثة أيام من مقتله: “لقد تعرض عدد لا يحصى من الصحفيين للمضايقة والتهديد والقتل. ولقد كان شرفاً لي أن أنتمي إلى هذه الفئات الثلاث ولا سيما الفئة الأخيرة الآن.” ويُظهر بحث لجنة حماية الصحفيين أن العنف والإفلات من العقاب قد دفعا أعداداً كبيرة من الصحفيين في سري لانكا إلى المنفى.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.496 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت سري لانكا المرتبة الرابعة بمعدل بلغ 0.452
5. كولومبيا
استحقت كولومبيا مكانتها السيئة للغاية على المؤشر بوجود 15 جريمة قتل لم تحل بحق الصحفيين منذ عام 2000. ومع ذلك، سجلت لجنة حماية الصحفيين تحسناً على مدار السنوات الأخيرة، حيث لم يُقتل سوى صحفي واحد فقط لأسباب تتعلق بالعمل الصحفي على مدار السنوات الثلاث الماضية وهو المراسل الإذاعي خوسيه إيفيراردو أغيلار. وفي عام 2009، حصل الادعاء العام على إدانات بحق ثلاثة مسؤولين رسميين سابقين اتهموا بالتآمر لقتل المعلق الإذاعي خوسيه إميتيريو ريفاس في عام 2003.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.292 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت كولومبيا المرتبة الخامسة بمعدل بلغ 0.347
6. أفغانستان
لم تُبد السلطات أي مؤشرات تذكر، في خضم العنف والفساد المتواصلين، على تحركها لحل أي من جرائم القتل السبع التي استهدف الصحفيين على مدى العقد الماضي. وعلى النقيض من البيانات العالمية التي تبين أن أكثر من 90 في المئة من ضحايا وسائل الإعلام هم من الصحفيين المحليين، فإن غالبية الصحفيين الذين استهدفوا في جرائم القتل في أفغانستان هم من المراسلين الدوليين. ومن ضمنهم المراسلتان الألمانيتان المستقلتان كارين فيشر وكريستيان بيترمان اللتين قتلتا رمياً بالرصاص قرب مدينة بغلان في عام 2006 أثناء قيامهما ببحث من أجل إعداد فيلم وثائقي.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.240 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت أفغانستان المرتبة السابعة بمعدل بلغ 0.248
7. نيبال
لم يجلب التحول السياسي التاريخي في نيبال من نظام الحكم الملكي إلى جمهورية ديمقراطية يحكمها تحالف للقوى السياسية بقيادة الثوار الماويين سابقاً أي إنصاف على صعيد الاعتداءات على وسائل الإعلام، رغم التزام رئيس الوزراء بإنهاء الإفلات من العقاب في انتهاكات حقوق الإنسان. وما زال ماويون مشتبه بهم في جريمتي قتل على الأقل بحق صحفيين أحراراً طلقاء. ولقد وقع ما مجموعه ست جرائم قتل صحفي في العقد الماضي ومرت جميعها من دون عقاب. وتشمل هذه الجرائم عملية القتل الوحشية التي تعرضت لها في كانون الثاني/ يناير 2009 أوما سينغ التي كانت تعمل مراسلة لدى صحف مطبوعة ومراسلة إذاعية وقامت بتوثيق عمليات الاستيلاء على الأراضي التي قام بها الماويون. ولقد تعرضت سينغ لاعتداء مميت نفذه خمسة عشر رجلاً بالسكاكين في منزلها. ويقول زملاؤها إن الشرطة تجاهلت عملها الصحفي كدافع لمقتلها خشيةَ التداعيات السياسية لذلك.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.210 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت نيبال المرتبة الثامنة بمعدل بلغ 0.178
8. روسيا
على الرغم من الضغوط الدولية والتعهدات المحلية في الآونة الأخيرة بالتصدي لظاهرة الإفلات من العقاب، لم تسجل روسيا إلا تقدماً ضئيلاً في العام الماضي على صعيد صدور إدانات في جرائم قتل الصحفيين. وعلى مؤشر هذا العام، صعدت روسيا مرتبة واحدة وهو انعكاس لوقوع ثلاث جرائم قتل في عام 2009. ومنذ عام 2000، ظل ما مجموعه 18 جريمة قتل صحفي من دون حل. ومن الصحفيين الثلاثة الذين قتلوا في عام 2009، عمل اثنان في صحيفة واحدة وهي صحيفة “نوفايا غازيتا” المستقلة. أما الضحية الثالثة فكانت ناتاليا إستيميروفا، الصحفية المرموقة دولياً والمدافعة عن حقوق الإنسان، حيث خُطفت من منزلها ثم قتلت رمياً بالرصاص في منطقة شمال القوقاز المضطربة.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.127 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت روسيا المرتبة التاسعة بمعدل بلغ 0.106
9. المكسيك
شهد عام 2009 استمرار مستويات العنف المذهلة ضد الصحفيين الذين يغطون مواضيع الجريمة والإتجار بالمخدرات والفساد الحكومي، وهو ما دفع المكسيك للصعود بمقدار مركزين على المؤشر. ويُمكن أن يُعزى الإفلات من العقاب في تسع جرائم قتل ارتكبت إبان العقد الماضي إلى حد كبير إلى عدم قدرة الحكومة على كبح جماح الجريمة المنظمة ذات اليد الطويلة والوحشية. وكان من بين الضحايا المراسل الصحفي والمصور ايليسيو بارون هيرنانديز، الذي ضُرب وخُطف أمام زوجته وأطفاله في أيار/ مايو 2009. وقد عثرت السلطات في وقت لاحق على جثة بارون في قناة للري وقد بدت عليها آثار التعذيب و11 رصاصة على الأقل استقرت في جسده.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.085 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت المكسيك المرتبة الحادية عشرة بمعدل بلغ 0.057
10. باكستان
أصدرت السلطات الباكستانية إدانات في قضية واحدة فقط في العقد الماضي، وهي قضية مقتل الصحفي الأميركي دانيال بيرل في عام 2002. ولقد ظلت اثنتا عشرة جريمة قتل صحفي من دون حل إبان تلك الفترة، وحدثت جريمتان منها في 2009 وهو عام واجه فيه الصحفيون ضغوطاً شديدة من جانب المسلحين وتحديات هائلة أثناء تغطية سلسلة من الهجمات العسكرية التي قام بها الجيش. وكان من بين الضحايا الذين سقطوا في عام 2009 المراسل التلفزيوني موسى خانخيل الذي اختطف وأعدم بينما كان يقوم بتغطية مسيرة للسلام في المنطقة الخاضعة لسيطرة مسلحين في وادي سوات.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.072 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت باكستان المرتبة العاشرة بمعدل بلغ 0.062
11. بنغلاديش
ظلت بنغلاديش تعيش حالة ترقب وانتظار. فبينما لم ترد تقارير عن وقوع حالات قتل للصحفيين منذ عام 2005، لم تصدر في المقابل أي إدانات في سياق جرائم القتل السبع التي ارتكبت في النصف الأول من العقد الماضي، حينما واجه الصحفيون عمليات انتقام قاسية بسبب تغطيتهم الإعلامية للفساد والجريمة المنظمة والجماعات المتطرفة. أما آخر جريمة قتل وقعت فقد استهدفت المراسل الصحفي غوتام داس الذي عُثر عليه مقتولاً خنقاً في مكتبه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2005. ولقد اعتقلت الشرطة عدداً من المشتبه بهم في القضية، ولكن لم تصدر أي إدانة بحق أي أحد حتى تاريخ كتابة التقرير.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.044 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت بنغلاديش المرتبة الثانية عشرة بمعدل بلغ 0.044
12. الهند
تطغى سمعة الهند بأنها تمتلك وسائل إعلام إخبارية نشطة ونظاماً ديمقراطياً قوياً على إخفاقها في التصدي للإفلات من العقاب في سبع جرائم قتل صحفي ارتكبت على مدار العقد الماضي. واستناداً إلى البحث الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين، ينتشر العنف والتخويف ضد المراسلين المحليين – ولا سيما أولئك الذين يغطون الجريمة والفساد وقضايا حقوق الإنسان – في حين أن التحقيقات الحكومية غير فعالة. وكان من بين الضحايا فيكاس رانجان، مراسل لصحيفة يومية ناطقة باللغة الهندية، الذي قُتل في إطلاق نار من سيارة متحركة في ولاية بيهار الشمالية. وقد تعرض رانجان للتهديد مراراً وتكراراً بسبب تغطيته للجريمة والفساد المحلي.
المعدل على مؤشر الإفلات من العقاب: 0.006 جريمة قتل صحفي لم تُحل لكل مليون نسمة.
العام الماضي: احتلت الهند المرتبة الرابعة عشرة بمعدل بلغ 0.006
المنهجية
يحسب مؤشر الإفلات من العقاب الخاص بلجنة حماية الصحفيين عدد جرائم قتل الصحفيين التي لم تُحل كنسبة مئوية من عدد السكان في كل بلد. وقد تناولت لجنة حماية الصحفيين كل دولة في العالم بالدراسة والتحري في الفترة الواقعة ما بين 1 كانون الثاني/ يناير 2000 ولغاية 31 كانون الأول/ ديسمبر 2009. ويورد المؤشر تلك الدول فقط التي شهدت خمس قضايا أو أكثر من القضايا التي لم تُحل.
وتعتبر القضايا عالقة أو لم تُحل إذا لم تصدر أي إدانة في سياقها.
تُعرِّف لجنة حماية الصحفيين القتل بأنه اعتداء متعمد ضد صحفي معين بسبب عمله. ووفقاً للجنة، تشكل الوفاة بالقتل أكثر من 70 في المئة من الوفيات المرتبطة بالعمل بين صفوف الصحفيين. وهذا المؤشر لا يشمل حالات قتل الصحفيين الذين سقطوا في المعارك أو أثناء قيامهم بمهام خطيرة مثل تغطية الاحتجاجات في الشوارع.
استخدم المؤشر البيانات السكانية حيثما توفرت في تقرير مؤشرات التنمية في العالم لعام 2009 الصادر من البنك الدولي. وبالنسبة للعراق وأفغانستان، اعتمدت لجنة حماية الصحفيين على تقرير التوقعات السكانية في العالم لعام 2008 والذي أعدته شعبة السكان في الأمم المتحدة.
استشارت لجنة حماية الصحفيين ماري غراي، أستاذة الرياضيات والإحصاء في الجامعة الأميركية بواشنطن، عندما أرست هذه المنهجية في عام 2008. وقد عملت غراي كعضو في مجالس إدارة ولجان في عدة جماعات مثل منظمة العفو الدولية. وفي عام 2001، حازت غراي على الجائزة الرئاسية للتميز في مجالات العلوم والرياضيات والإرشاد الهندسي.
يتناول مؤشر الإفلات من العقاب الخاص بلجنة حماية الصحفيين جرائم قتل الصحفيين التي لم تُحل فقط. وتعكف لجنة حماية الصحفيين على الدوام على تحديث قاعدة بيانات شاملة تضم جميع الصحفيين الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم وتذكر لمحات تعريفية تعرض بالتفصيل ظروف كل حالة على حدة. وتعمل الخارطة التفاعلية التي وضعتها لجنة حماية الصحفيين على تحليل الاتجاهات حسب البلد والسنة.
وترحب لجنة حماية الصحفيين بأي تعليق حول هذا المؤشر.
الجدول الإحصائي
جرائم قتل الصحفيين التي لم تُحل لكل مليون نسمة خلال الفترة 2000-2009. يورد الجدول تلك الدول فقط التي شهدت خمس قضايا أو أكثر من القضايا التي لم تُحل. وتعتبر القضايا عالقة أو لم تُحل إذا لم تصدر أي إدانة في سياقها.
المرتبة: |
الدولة |
القضايا التي لم تُحل |
عدد السكان (بالملايين) |
الحساب |
التصنيف |
|
|
|
|
|
|
1 |
العراق* |
88 |
31.5 |
88/31.5 |
2.749 |
2 |
الصومال |
9 |
9.0 |
9/9.0 |
1.000 |
3 |
الفلبين |
55 |
90.3 |
55/90.3 |
0.609 |
4 |
سري لانكا |
10 |
20.2 |
10/20.2 |
0.496 |
5 |
كولومبيا |
13 |
44.5 |
13/44.5 |
0.292 |
6 |
أفغانستان* |
7 |
29.1 |
7/29.1 |
0.240 |
7 |
نيبال |
6 |
28.6 |
6/28.6 |
0.210 |
8 |
روسيا |
18 |
141.8 |
18/141.8 |
0.127 |
9 |
المكسيك |
9 |
106.4 |
9/106.4 |
0.085 |
10 |
باكستان |
12 |
166.0 |
12/166.0 |
0.072 |
11 |
بنغلاديش |
7 |
160.0 |
7/160.0 |
0.044 |
12 |
الهند |
7 |
1140.0 |
7/1140.0 |
0.006 |
مصادر البيانات السكانية:
تقرير مؤشرات التنمية في العالم لعام 2009، البنك الدولي، ما لم يُذكر خلاف ذلك
* تقرير التوقعات السكانية في العالم لعام 2008، شعبة السكان في الأمم المتحدة