نيويورك ، 22 أيلول / سبتمبر 2008– تعرب لجنة حماية الصحفيين عن بالغ قلقها إزاء الفتوى الصادرة يوم السبت من قبل أحد كبار رجال الدين المسلمين بالسعودية، والذي قال أن الكتاب الذين يهاجمون أو ينتقدون المشايخ ينبغي أن يتم فصلهم من وظائفهم ، وجلدهم ، ومعاقبتهم بالسجن.
كانت تقارير إخبارية متعددة ذكرت أن الشيخ عبد الله بن جبرين – وهو عضو سابق بهيئة الإفتاء بالمملكة العربية السعودية ، صرح لقناة “المجد” التلفزيونية المملوكة للقطاع الخاص في المملكة العربية السعودية “إن الصحفيين الذين ينتقدون الشخصيات الدينية يجب أن تتم معاقبتهم”.
جاءت فتوى بن جبرين دعما لفتوى أخرى صدرت في الأسبوع الماضي من قبل الشيخ صالح اللحيدان ، الذي دعا إلى قتل أصحاب القنوات التلفزيونية التي تبث برامج “خليعة”. وقد عبرت لجنة حماية الصحفيين في بيان لها عن قلقها إزاء فتوى اللحيدان، التي قوبلت بموجة من الانتقادات من الصحافيين والكتاب ، وجماعات حقوق الإنسان.
وقد نقلت جريدة المصري اليوم -إحدى الصحف المصرية اليومية المستقلة الرائدة – عن بن جبرين قوله: «هؤلاء أصحاب الأقلام الصحفية والقنوات الفضائية الذين يهاجمون العلماء، وبالأخص مشاهير المشايخ، فينشرون عليهم نشرات سيئة، فيجب الأخذ علي أيديهم ومعاقبتهم … ولو بسجن طويل … وكذلك ـ أيضاً ـ قد يعاقبون بالفصل من أعمالهم، ويعاقبون بالجلد أو التوبيخ والتأنيب، ونحو ذلك.».
وقال نائب مدير لجنة حماية الصحفيين روبرت ماهوني: “إننا متخوفون بشأن سلامة الصحفيين والكتاب في الشرق الأوسط في ظل إصدار كبار الشخصيات الدينية ما يدعو لسَجن وجلد منتقديهم. ويجب على السلطات السعودية اتخاذ موقف ضد هذه الفتاوى الفاسدة، وأن توفر ضمانات بحماية الصحافيين“.
وأظهرت أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن فتوى بن جبرين تعد الثالثة من نوعها التي تصدر عن علماء الدين السعوديين هذا العام ضد الصحفيين. ففي آذار / مارس 2008 ، دعا الشيخ عبد الرحمن البراك لمحاكمة اثنين من الكتاب على خلفية “المقالات الكُفرية“ التي نشراها، وحث على إعدامهما إذا لم يتوبا.
وفي الماضي ، أدت فتاوى (مشابهة) إلى عدد من محاولات الاغتيال. فالكاتب المصري فرج فودة ، تم اغتياله في عام 1992، بينما نجا الأديب المصري (الراحل) نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الآداب من محاولة اغتيال فاشلة في عام 1994.