اتهام منتجة بقناة الجزيرة بالإضرار بالمصالح القومية لمصر

نيويورك, 17 يناير 2007 – علمت لجنة حماية الصحفيين بأن السلطات المصرية وجهت عددا من الاتهامات إلى منتجة بقناة الجزيرة الفضائية تتعلق بعملها في برنامج وثائقي عن التعذيب. 

وقَعَت هويدا طه متولي, التي تعمل أيضا كمراسلة لجريدة القدس العربي الواقعة في لندن, تحت طائلة الاتهام بعد أن عثرت السلطات على عدد من شرائط الفيديو كانت بحوزتها و تبين إعادة تمثيل لعدد من حوادث التعذيب المصورة في أقسام البوليس المصرية, حيث كانت متولي تخطط بصفتها مصرية لاستخدام هذه الشرائط في برنامج وثائقي كانت تعده لصالح القناة الفضائية, حسب ما ذكرت قناة الجزيرة. 

و قد وصفت السلطات المصرية اللقطات المصورة بأنها مصطنعة و اتهمت متولي نهاية الأسبوع الماضي بالاشتراك في “أنشطة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلد” و “حيازة و نقل صور تنافي الحقيقة و إعطاء صورة غير صحيحة عن الأوضاع في مصر” , وفقا لما ذكرته قناة الجزيرة, كما أبلغت النيابة متولي بأنها قد تواجه الحبس لمدة أقصاها خمس سنوات بموجب قانون العقوبات المصري. 

و قال جويل سيمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين “إن هذه حالة خداع تعكس استهتار الحكومة المصرية بأهمية الإعلام” و أضاف سيمون “إننا نطالب السلطات المصرية بإسقاط التهم الموجهة إلى هويدا طه متولي فورا” 

و يذكر أن ضباط الأمن قاموا بمصادرة الكمبيوتر المحمول الخاص بمتولي مع 50 شريط فيديو يوم 8 يناير بينما كانت تستعد للسفر إلى مقر قناة الجزيرة في قطر, لكن السلطات منعتها من السفر, و استدعتها بعد ذلك بخمسة أيام للمثول أمام نيابة أمن الدولة, حيث تم القبض على متولي يوم السبت و أفرج عنها اليوم التالي بكفالة قدرها عشرة ألاف جنيه مصري (أي ما يعادل 1.750 دولار). 

و ذكرت قناة الجزيرة أنها تستخدم مثل تلك المشاهد المصورة بشكل عام في برامجها الوثائقية, كما أنها تستعين بممثلين لتجسيد الأحداث التي ترصدها القناة, و قد حصلت متولي على إذن لتنفيذ هذا البرنامج الوثائقي من وزارة الداخلية التي أبدت تعاونها, وفقا للجزيرة, حيث قابلت متولي ضحايا التعذيب و عدد من ضباط البوليس و الأمن. 

و قد قامت لجنة المصنفات الفنية التابعة لوزارة الداخلية – و هي الجهة المسئولة عن الموافقة على الكتابات و الشرائط قبل السماح بنقلها إلى خارج البلاد – بمشاهدة الشرائط المذكورة, و في بيانها, ذكرت اللجنة أن الشرائط تحوي “مشاهد لأحداث تعذيب مصطنعة و عمليات اغتصاب قام بها أفراد يرتدون الزى الرسمي للشرطة مع آخرين يلعبون دور المتهمين ذكورا و إناثا داخل استوديوهات بها ديكورات توحي بأنها أقسام شرطة”, وفقا لما ذكرته وكالة اسوشيتد بريس. 

و ذكرت الجزيرة أنها ذهلت من النتائج التي توصلت لها السلطات, حيث قال عارف حجاوي رئيس البرامج بقناة الجزيرة “أود التعبير عن دهشتي بخصوص الخلط الواضح للسلطات المصرية بين المشاهد المعاد بنائها و التصنيع الفعلي بغرض تضليل المشاهدين” و أضاف “أود أن أقول أن الحكم على أي مادة أو لقطة مصورة قبل عمل المونتاج لها يعتبر سابقة مشكوك في أمرها” 

لجنة حماية الصحفيين هي منظمة مستقلة غير هادفة للربح, و مقرها نيويورك , تعمل من أجل حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم , لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الإليكتروني www.cpj.org