نيويورك، 16 أيار/مايو 2012 – تشجب لجنة حماية الصحفيين عملية الاقتحام التي قامت بها الشرطة المصرية في يوم الأحد لمكاتب قناة ‘العالم’ في القاهرة، وهي قناة فضائية إيرانية ناطقة بالعربية، مما يؤدي من الناحية العملية إلى إيقاف القناة عن جمع الأخبار في مصر. وتطالب لجنة حماية الصحفيين السلطات المصرية أن تعيد المعدات التي صادرتها من مكاتب القناة والسماح لموظفيها بمزاولة عملهم.
نفذ عملية الاقتحام حوالي 15 عنصراً من الشرطة بزعم أن القناة تعمل دون ترخيص، حسبما أفادت قناة ‘العالم’. واحتجزت الشرطة موظفَين اثنين من القناة لفترة وجيزة، حسب تقارير الأنباء. وكانت قناة ‘العالم’ التي ظلت تدير مكتبا في القاهرة منذ أكثر من 10 سنوات قد قدمت طلبات متكررة للحصول على ترخيص، ولكن دون طائل، حسبما أفاد مدير المكتب، أحمد الشويفي، للجنة حماية الصحفيين. وأضاف أن القناة قدمت آخر طلب للحصول على ترخيص في نيسان/إبريل.
وواصلت القناة بثها ويمكن مشاهدتها في مصر. وتتخذ هذا القناة من طهران مقراً لها وقد فتحت مكاتب عديدة في أنحاء عديدة من العالم.
وقال الشويفي إن الشرطة منعت موظفي قناة ‘العالم’ من دخول المبنى وأصدرت مذكرة لاعتقاله. وقد تظاهر موظفو القناة أمام نقابة الصحفيين المصريين اليوم، وذلك بعد يوم من قيام الشويفي بتقديم شكوى للنيابة العامة بسبب عملية الاقتحام. ويُذكر أن مدير مكتب القناة سيلتقي مع مسؤولي النيابة العامة في يوم الخميس، وقال مدير المكتب إن الموظفين يخططون للبدء في إضراب عن الطعام.
وكانت السلطات المصرية قد أغلقت مكاتب القناة سابقاً في عام 2008. وتبث القناة الأخبار انطلاقاً من وجهة النظر الإيرانية الرسمية، وكانت قد وجهت انتقادات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم مصر حالياً. وثمة عدد من القنوات عملت في مصر دون الحصول على رخصة، وذلك قبل وبعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في كانون الثاني/يناير 2011. وثمة سجل للحكومة برفض منح تراخيص أو تإخير إصدارها، متذرعة أحياناً بشؤون إجرائية، وأحياناً أخرى دون أية تبريرات، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
وخلال العام الماضي، نفذت الشرطة عمليات اقتحام شبيهة ضد وسائل البث. ففي أيلول/سبتمبر وثّقت لجنة حماية الصحفيين عملية اقتحام مكاتب قناة ‘الجزيرة مباشر’ في القاهرة؛ وزعمت السلطات إن هذه القناة الناقدة كانت تعمل دون ترخيص. وفي تشرين الأول/أكتوبر، وثقت لجنة حماية الصحفيين عملية اقتحام ضد محطتين تلفزيونيتين فيما بدا أنه انتقام منهما بسبب تغطيتهما للمصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن للسلطات المصرية سجل حافل في حجب تراخيص البث عن وسائل الإعلام الناقدة، ثم تسارع إلى إغلاق هذه الوسائل عندما يتناسب ذلك مع أهدافها السياسية. يجب السماح لقناة ‘العالم’ بمزاولة عملها ويجب إعادة معداتها المصادرة”.