4 يناير/ كانون الثاني 2019
واشنطن العاصمة، 4 يناير/ كانون الثاني 2019–دعت لجنة حماية الصحفيين اليوم السلطات السودانية أن تفرج عن ثلاثة صحفيين على الأقل احتُجزوا خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن كتبوا مقالات تؤيد موجة الاحتجاجات الواسعة المناهضة للحكومة التي تضمنت دعوات لاستقالة الرئيس عمر البشير.
اعتقل عملاء لجهاز الأمن والمخابرات الوطني يوم أمس الصحفيين فيصل محمد صالح وقرشي عوض في الخرطوم وحققوا معهما بشأن تغطيتهما للاحتجاجات، وفقاً لبيان أصدرته شبكة الصحفيين السودانيين على صفحتها على موقع فيسبوك، وهي مجموعة محلية معنية بحرية الصحافة، وعدة تقارير إخبارية محلية.
اعتقل عملاء لجهاز الأمن في 30 ديسمبر/ كانون الأول الكاتب الصحفي كمال كرار من مقهى في وسط الخرطوم، وهو عضو في الحزب الشيوعي السوداني، وفقاً للموقع الإخباري ‘سودان فويسز‘.
وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب على السلطات السودانية الإفراج عن هؤلاء الصحفيين فوراً وأن تحترم حق الجمهور بالحصول على المعلومات والتعليقات من مصادر مستقلة في هذا الوقت الحرج. إن احتجاز الصحفيين الذين يعربون عن تأييدهم للتظاهرات لن يجعل التظاهرات تختفي”.
وأورد الموقع الإخباري المستقل ‘الراكوبة’ يوم أمس أن ضباط أمن سودانيين يرتدون ملابس مدنية اعتقلوا الصحفي فيصل محمد صالح الذي يعمل مع موقع ‘الراكوبة’ من مكتبه في الخرطوم، وصادروا هاتفه، واقتادوه إلى مكان لم يُكشف عنه. وأورد الموقع إفادة شاهد عيان قال إن الضباط أبلغوا صالح بأنه مطلوب لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول ظهر صالح في مقابلة مع تلفزيون ‘الحدث‘ الذي يتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً له، حيث انتقد إنكار المسؤولين الحكوميين وجود عدد كبير من القتلى بين المتظاهرين، وشجب نقص التغطية الصحفية لما يحدث داخل السودان بسبب الرقابة المفروضة على الصحافة.
وكتب صالح على صفحته على موقع فيسبوك قبل اعتقاله أمس أنه فخور بالتظاهرات التي جرت أمس في مدينة بورت سودان في شرق السودان، عاصمة ولاية البحر الأحمر. وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول، نشر صالح صورة على صفحته على موقع فيسبوك تظهر كعكة للاحتفال برأس السنة مع وسم (يسقط) باللغة العربية الذي يستخدمه المتظاهرون ويدعو البشير إلى الاستقالة.
الصحفي صالح هو ناقد مستمر لسجل الحكومة في مجال حقوق الإنسان والحريات الصحفية، وحاز على جائزة في الصحافة، ويكتب في موقع ‘العربي‘ الإخباري وفي موقع ‘التغيير‘ الإخباري وفي وسائل إعلام أخرى، وقد اعتقل في عام 2012 على يد جهاز الأمن والمخابرات الوطني من منزله وظل محتجزاً لمدة ثلاثة أسابيع بعد أن واجه مضايقات لمدة أسبوعين، حسبما أوردت لجنة حماية الصحفيين آنذاك.
أما الصحفي قرشي عوض، فهو يكتب في صحيفة ‘الميدان‘ التابعة للحزب الشيوعي السوداني وفي الموقع الإخباري ‘التغيير‘، وقد انتقد في آخر مقال كتبه في صحيفة الميدان في 24 ديسمبر/ كانون الأول، وعنوانه “أصحاب السترات السوداء“، القمع الوحشي الذي مارسته قوات الأمن السودانية ضد التظاهرات المناهضة للحكومة.
ويكتب الصحفي كمال كرار في صحيفة ‘الميدان‘ وموقع ‘الراكوبة‘، وسلط الضوء في المقال الذي نشره في صحيفة ‘الميدان’ في 30 ديسمبر/ كانون الأول على الطبيعة التاريخية للتظاهرات والتضحيات التي بذلها المتظاهرون المناهضون للحكومة.
وفي حادث منفصلة جرى أمس، اعتقلت قوات الأمن السودانية الصحفي في موقع ‘الراكوبة’، محمد عبد المجيد بعد أن استدعته للتحقيق بسبب كتاباته عن الاحتجاجات، حسبما أورد موقع ‘سودان فويسز‘، وقد أفرج عنه في اليوم نفسه. ويكتب عبد المجيد أيضاً في الصحيفة اليومية ‘الانتباهة’. وانتقد في مقال نشره في 1 يناير/ كانون الثاني في موقع ‘الراكوبة’ السلطات السودانية بسبب تعاملها مع المتظاهرين، وسعيها لتبرير قمع المواطنين.
ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من تحديد ما إذا كانت السلطات قد وجهت اتهامات رسمية لأي من الصحفيين المعتقلين. ولم يرد جهاز الأمن والمخابرات الوطني بصفة فورية على طلب أرسلته لجنة حماية الصحفيين عبر البريد الإلكتروني للإدلاء بتعليق حول هذا الأمر.
ومنذ انطلاق التظاهرات، سعت السلطات السودانية إلى كبح التغطية الإخبارية وعطلت إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، حسبما وثقت لجنة حماية الصحفيين.