نيويورك، 22 مايو/ أيار 2018- أعربت لجنة حماية الصحفيين اليوم عن قلقها بشأن اعتقال إيمان آل نفجان، وهي مدونة سعودية تكتب عن قضايا المرأة، وتحث اللجنة السلطات السعودية تأكيد مكان احتجازها والإفراج عنها على الفور.
وقد اعتقلت قوات الأمن السعودية آل نفجان بالإضافة إلى ستة أشخاص آخرين لهم صلة بحركة حقوق المرأة كانوا قد شاركوا في حملة لرفع الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة، بحسب صحيفة واشنطن بوست والقسم العربي في قناة بي بي سي وقنوات إعلامية أخرى.
وأفاد مركز الخليج لحقوق الإنسان بأن آل نفجان اعتُقلت في 17 مايو/ أيار، بيد أن لجنة حماية الصحفيين لم تتمكن من تأكيد تاريخ اعتقالها بصورة مستقلة.
وبحسب تقرير لوكالة أسيوشيتد برس، لم يتم السماح لآل نفجان ولا للمعتقلين الستة الآخرين بالتحدث إلى محامين وأن أماكن احتجازهم غير معروفة.
ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن العاصمة على طلب أرسلته لجنة حماية الصحفيين عبر البريد الإلكتروني للتعليق على الموضوع.
وقال نائب المدير التنفيذي في لجنة حماية الصحفيين روبرت ماهوني إن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قام بجولة في الغرب كي يبرز صورة الحداثي والإصلاحي. ولكن ما أن عاد إلى وطنه حتى عادت السلطات السعودية إلى عادتها القديمة- وهي كتم الأصوات المعارضة واعتقال الصحفيين الناقدين. يتعين على ولي العهد أن يترجم الأقوال المنمقة إلى أفعال ووضع حد لقمع الصحفيين في المملكة. إن الكتابة عن مكانة النساء في المجتمع السعودي ليس جريمة. يجب الإفراج عن إيمان آل نفجان على الفور”.
ولم يأتِ البيان الرسمي الصادر عن رئاسة أمن الدولة السعودي، التي تشرف على قوات الأمن الداخلية والدولية، على ذكر اسم آل نفجان أو أي من المعتقلين الآخرين، لكنه أكد على أن السلطات أوقفت سبعة أشخاص بتهمة تقويض الاستقرار في المملكة وتلقي مساعدة مالية من الخارج ومحاولة النيل من التقاليد الوطنية والدينية. وقالت رئاسة أمن الدولة أيضاً إن التحقيقات جارية لمعرفة هوية أشخاص آخرين متورطين، حسب ما جاء في البيان.
ونشرت صحيفة عكاظ، وهي واحدة من الصحف الأكثر ليبرالية في المملكة ومملوكة للقطاع الخاص وموالية للحكومة، صفحة كاملة بالصور تردد فيها العبارات التي وردت في البيان الصحفي لأمن الدولة حيث نشرت صوراً لآل نفجان والنشطاء الآخرين الذين اعتُقلوا وقد ظهرت عبارة “خائن/خائنة” مختومة على وجه كل مكنهم.
وقد أسست آل نفجان مدونة “Saudi Woman” (المرأة السعودية) حيث تنشر فيها تقاريرها وآراءها حول الحملة التي استهدفت إنهاء الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة في المملكة، بالإضافة إلى تغطية قضايا حقوق المرأة والانتخابات المحلية والقانون السعودي لمكافحة الإرهاب ولمحات عن نشطاء حقوق الإنسان السعوديين. وقد اشتملت تقارير آل نفجان على مقالات رأي وتحليل لحركات حقوق المرأة في السعودية، والمنظور النسوي في المجتمع السعودي، والحركات الإصلاحية في المملكة، والتعليم ومعايير الكتاب المدرسي التي وضعتها وزارة التعليم السعودية، ولها أيضاً كتابات رأي في كل من محطة سي أن أن، ومجلة فورين بوليسي، ومجلة نيوزويك وصحيفة غارديان.
ومن خلال دورها كناشطة، شاركت آل نفجان في الحملة الرامية إلى إنهاء منع النساء من قيادة السيارات، بما في ذلك قيامها بقيادة سيارتها علانية في تحدٍ صريح لهذا الحظر، حسب ما أورده مركز الخليج لحقوق الإنسان.
ويأتي هذا الاعتقال في وقت تستعد فيه السعودية لرفع الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة في 24 يونيو/ حزيران، بعد سنوات من الضغط الذي مارسه نشطاء داخل المملكة، وفقاً لما أوردته تقارير الأنباء. وكانت النساء الناشطات في الحركة قد تعرضن لتهديدات من جهاز أمن الدولة السعودي السنة الماضية بعد الإعلان عن إنهاء الرفع سيكون وشيكاً وأُمرن بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام الدولية، بحسب مركز الخليج لحقوق الإنسان ومشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط.
يوجد في السعودية ما لا يقل عن سبعة صحفيين سجناء حتى تاريخ 1 ديسمبر/ كانون الأول 2017، وفي شهر شباط/ فبراير 2018 حُكم على الكاتب الصحفي صالح الشيحي بالسجن خمس سنوات بتهمة “الإساءة إلى الديوان الملكي” حسب تقصيات لجنة حماية الصحفيين.