نيويورك، 27 آذار/مارس 2012 – قتلت قوات الأمن السورية بالرصاص صحفيين مستقلين بريطانيين من أصل جزائري وأصابت ثالثاً بجراح في هجوم شنته يوم الأثنين على بلدة دركوش بالقرب من الحدود التركية، حسبما أفادت تقارير الأنباء وحسب روايات شاهد عيان قابلته لجنة حماية الصحفيين.
وأعلنت الصحيفة الأسبانية اليومية ‘إل موندو‘ نقلاً عن نشطاء محليين هوية الصحيفين القتيلين وهما نسيم أنتريري ووليد بليدي، وأكد الشاهد الذي قابلته لجنة حماية الصحفيين على هوية الصحفيين. ولم يُعلن حتى الآن عن هوية الصحفي الجريح.
وكان الصحفيون الثلاثة يصورون فيلما وثائقيا حول السوريين الهاربين من النزاع والمتوجهين إلى تركيا، حسبما أفادت صحيفة ‘غارديان‘ اليومية التي تصدر من لندن، وحسب جماعات إقليمية معنية بحرية الصحافة. وكانوا مقيمين مع عدة نشطاء سوريين في منزل في بلدة دركوش في محافظة إدلب والتي تعتبر أحد مراكز النزاع، حسب تقارير الأنباء.
وبدأ الجيش السوري إضافة إلى عناصر ميليشيا يرتدون ملابس مدنية والمعروفين باسم “الشبيحة” بإطلاق الرصاص على المنزل في يوم الأثنين صباحاً، وفقا للشاهد الذي قابلته لجنة حماية الصحفيين. وقد أقام هذا الشاهد لمدة أسبوع تقريباً في المنزل الذي أقام به الصحفيون، ووفر لهم خدمات دعم. ولن تعلن لجنة حماية الصحفيين عن هوية الشاهد حفاظاً على أمنه.
وقال الشاهد للجنة حماية الصحفيين إنه عند بدء إطلاق النار فر أنتريري وبليدي من المنزل لفترة من الوقت، ولكنهما عادا إليه لاستعادة معداتهما عندما توقف إطلاق الرصاص. وأضاف أن القوات العسكرية أطلقت النار عليهما وأصابت أحدهما في رأسه والآخر في صدره. وأضاف إن قوات الجيش أخذت جثتي الصحفيين، ولكن لم تؤكد أي تقارير إعلامية هذا الأمر حتى الآن.
أما الصحفي الجريح فقد أصيب في كتفه الأيسربينما كان يفر من المنزل، حسبما أفاد الشاهد للجنة حماية الصحفيين. وأضاف أنه تم نقل الصحفي إلى مستشفى في أنطاكية بمساعدة من مواطنين سوريين ممن عبروا إلى تركيا.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نتقدم بأحر التعازي لعائلتي زميلينا نسيم أنتريري ووليد بليدي. إن مقتلهما يوضح من جديد المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون الذين يغطون النزاع الذي سعت الحكومة السورية إلى إخفائه عن العالم”.
ووصفت وكالة سانا الحكومية للأنباء الهجوم بأنه استهدف إرهابيين يحاولون التسلل إلى المناطق السورية من الحدود التركية. ولم تصدر الحكومة الرسمية فوراً بيانا رسمياً.
وأوردت صحيفة ‘غارديان’ أيضاً إن وزرير الخارجية والكومنويلث البريطاني قال “نحن مطلعون على هذه التقارير ونقوم بدراستها”.
بعد انطلاقة الانتفاضة السورية في العام الماضي، سعت الحكومة إلى فرض حجب على التغطية الصحفية من خلال إحكام قبضتها على وسائل الإعلام المحلية وطرد الصحفين الدوليين أو منعهم من دخول البلاد، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. كما تظهر أبحاث اللجنة أن عدد كبيراً من الصحفيين أفادوا بأنهم تسللوا إلى سوريا خلال الشهرين الماضيين من أجل تغطية الاضطرابات وذلك على الرغم من خطورة الوضع على الصحفيين.
وبالمجمل، قُتل 10 صحفيين في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر، مما يجعلها أخطر مكان للصحفيين في العالم، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
— لمزيد من المعلومات والتحليل حول سوريا، يرجى الاطلاع على الاعتداءات على الصحافة في موقع لجنة حماية الصحفيين.