نيويورك، 13 آذار/ مارس 2011 –أقدم مسلحون مجهولون يوم السبت على قتل مصور قناة الجزيرة الفضائية وجرح زميله في كمين على مقربة من شرق مدينة بنغازي التي يسيطر عليها الثوار، حسب ما أوردته القناة التي تتخذ من قطر مقراً لها. وتعدُّ هذه أول حالة قتل مؤكدة يتم الإبلاغ عنها لصحفي في النزاع الليبي، وفقاً لما ذكرته اليوم لجنة حماية الصحفيين.
وكان طاقم الجزيرة عائداً من تغطية لتظاهرة للمعارضة في سلوق التي تقع على بعد 30 ميلاً (50 كيلو متر) من جنوب شرق بنغازي عندما فتح مسلحون مجهولون النار على السيارة التي تقل الطاقم، حسب ما ذكره مراسل الجزيرة بيبه ولد مهادي الذي كان يسافر مع الطاقم. وقال ولد مهادي مباشرة على الهواء إن المصور علي حسن الجابر أُصيب بثلاث طلقات ومن ثم تم نقله إلى المستشفى حيث توفي هناك. وأُصيب أيضاً ناصر الهدار برصاصة فوق أذنه تسببت له بجروح طفيفة. وقال ولد مهادي إن الرصاص الذي استُخدم في الهجوم – وهو من نوع خارق متفجر- هو من نفس النوع الذي تستخدمه القوات الموالية للقذافي ضد المدنيين.
وذكر نائب مدير لجنة حماية الصحفيين روبرت ماهوني إن “هوية الأشخاص الذين يقفون وراء هذا الاعتداء لا تزال مجهولة، إلا أن ‘الجزيرة’ تعرضت للقدح المستمر من قبل القوات الموالية للقذافي بسبب تغطيتها للصراع الليبي. ونحن نضم صوتنا ‘للجزيرة’ في المطالبة بجلب الذين يقفون وراء هذه الهجوم إلى العدالة”.
وقال وضاح خنفر مدير عام قناة الجزيرة في حديث على الهواء إن الهجوم على صحفيي القناة جاء عقب “حملة غير مسبوقة من التحريض من قبل النظام الليبي” على ‘الجزيرة’ والعاملين فيها. وتعهد خنفر بأن ‘الجزيرة’ ستواصل مهمتها في تغطية ما يستجد من أحداث في ليبيا وغيرها من الدول.
وقد تجمع آلاف من المحتجين في مدينة بنغازي يوم السبت وهتفوا بشعارات مؤيدة ‘للجزيرة’ ورفعوا الأعلام القطرية.
وقد ولد الجابر وهو مواطن قطري عام 1955 ويحمل شهادة الماجستير في التصوير السينمائي من أكاديمية الفنون في القاهرة، حسب ‘الجزيرة’. وعمل الجابر في السابق مديراً لمكتب قطر في قناة ‘سي أن بي سي’ العربية وهي قناة ناطقة بالعربية تُعنى بأخبار المال والأعمال، كما أنه عمل في تلفزيون قطر أكثر من عشرين عاماً مديراً لقسم الأفلام قبل أن ينضم إلى الجزيرة.
وقال توني بيرتلي مراسل ‘الجزيرة’ في بنغازي “إن ذلك كان امتداداً للحملة على ‘الجزيرة’ وعلى الجزيرة، وبصفة خاصة على القسم العربي من القناة لأن الجميع هنا يشاهدون ‘الجزيرة’ العربية”، وأضاف بأن “عملهم كان بطولياً وكانت الصدمة بفقدان أحد الزملاء شديدة”.
وقد تعرض الصحفيون الأجانب للعراقيل عل يد القوات الموالية للقذافي منذ اندلاع القتال في شباط/ فبراير ولا يزال أحد المراسلين الأجانب قيد الاعتقال. ودعت السلطات الليبية الصحفيين الدوليين ليغطوا الأخبار من العاصمة إلا أن قوات القذافي أعاقت عملهم باستمرار. وذكرت صحيفة ‘غارديان’ اللندنية يوم الخميس بأن وزارة الخارجية الليبية في طرابلس أقرت أن مراسل الصحيفة غيث عبد الأحد قم تم إيقافه.
كما ذكرت قناة ‘الجزيرة’ إن بث القناة يتعرض للتشويش من طرابلس منذ 2 شباط/ فبراير. وقد هاجم سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي القنوات الإعلامية العربية في العديد من المناسبات حيث قال في كلمة بثها التلفزيون في شباط/ فبراير إن “المؤامرة لم تأت من ليبيين بل من إخوة عرب لكم أطلقوا عليكم قنواتهم وكلماتهم المسمومة والإشاعات الكاذبة”.
كذلك، اختفى ما لا يقل عن ثلاثة صحفيين محليين بعد مشاركتهم في تغطية ‘الجزيرة’ من ليبيا، فقد اختفى عاطف الأطرش وهو صحفي يكتب في العديد من المواقع الإخبارية الليبية بعد وقت قصير من تحدثه على الهواء على قناة ‘الجزيرة’ من بنغازي يوم 17 شباط/ فبراير. كما تم اعتقال صحفيتين من طرابلس في شباط/ فبراير هما: سالمة الشعاب نقيبة الصحفيين الليبيين وسعاد الطرابلسي مراسلة صحيفة الجماهيرية الموالية للحكومة. وجاء اعتقالهما عقب تحدثهما لقناة الجزيرة حسب ما أوردته تقارير الأنباء.
لقد وثقت لجنة حماية الصحفيين أكثر من 40 هجوماً على الصحافة منذ اندلاع الاضطرابات السياسية في ليبيا الشهر الماضي. وتشتمل تلك الهجمات على 25 حالة اعتقال، وخمسة اعتداءات، وهجومين على مرافق إخبارية، والتشويش على بث قناتي ‘الجزيرة’ و ‘الحرة’، وعلى الأقل ثلاث حالات من تعطيل العمل، وكذلك قطع خدمة الإنترنت. ولا يزال ستة صحفيين على الأقل مفقودين حتى اليوم، كما ذكر العديد من الصحفيين أنه تمت مصادرة معداتهم. لمزيد من التفاصيل انظر تغطيتنا اليومية: