نيويورك، 9 شباط/فبراير 2011 – قال موقع “عمون نيوز” الإخباري الأردني إنه تعرض للاختراق في يوم الأحد بعد أن رفض القائمون عليه الخضوع لطلب الأجهزة الأمنية بإزالة بيان ناقد صدر عن شيوخ عشائر أردنيين. وتطالب لجنة حماية الصحفيين من السلطات الأردنية أن تحقق فوراً بشأن هذا الاعتداء على موقع “عمون نيوز” الذي يعد أحد أكثر المواقع الإلكترونية الإخبارية رواجاً في الأردن.
نشر موقع “عمون نيوز” في يوم السبت بيانا مشتركا صادرا عن 36 شخصية عشائرية متنفذة. ودعا البيان إلى أجراء إصلاحات ديمقراطية واقتصادية في الأردن وحذر من حدوث اضطرابات مدنية إذا لم تطبق هذه الإصلاحات سريعاً. وكون المملكة تعتمد على دعم قادة العشائر الأردنية التي تشكل نسبة كبيرة من السكان، فإن أي انشقاق علني يعتبر موضوعاً حساساً.
وقالت بنان ملكاوي، من هيئة التحرير في موقع عمان نيوز إن رئيس تحرير الموقع، سمير الحياري، ومدير التحرير، باسل عكور، تلقيا مكالمات هاتفية يوم نشر البيان من مسؤولين أمنيين صرحوا بأنه يمثل “تهديداً للأمن الوطني” وطالبوا بإزالته من الموقع. كما أصدر المتصلون ما وصفته بنان ملكاوي بتهديدات شخصية ومهنية ضد كبار محرري الموقع.
وأضافت ملكاوي أن قراصنة معلومات قاموا في يوم الأحد باختراق موقع “عمون نيوز” ومسح بيان شيوخ العشائر منه وتحوير محتويات الصفحة، حيث عبثوا بتعلقيات القراء بحذف بعضها وإضافة أخرى، وقد أصبح الموقع بأكمله غير قابل للاستخدام في منتصف نهار يوم الأثنين وتم توجيه القراء إلى صفحة تحتوي نصاً يقول: “تم اختراق هذا الموقع لأنه يعمل ضد أمن الأردن”. وتمكن الموقع من استعادة السيطرة على محتوياته في وقت لاحق من ذلك اليوم. وقالت ملكاوي إن حسابات البريد الإلكتروني المهنية والشخصية لكبار محرري الموقع ظلت غير قابلة للاستخدام حتى منتصف الأسبوع.
وأصدر موقع “عمان نيوز” بياناً اتهم فيه المخابرات الأردنية بارتكاب عملية الاختراق. وفي يوم الثلاثاء، أوردت وكالة بترا للأنباء، وهي وكالة حكومية، أقوالا “لمصدر رسمي” لم تفصح عن هويته “أنكر تماماً التقارير التي تتهم السلطات الأمنية باختراق موقع إخباري والتدخل في عمله”.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن اختراق هذا الموقع الإخباري الأردني المستقل لقيامه بتغطية الدعوات لإجراء إصلاحات ديمقراطية هو أمر مثير للقلق، لا سيما وأنه يحدث في أعقاب التطوارت التي جرت في تونس ومصر. نحن نطالب السلطات الأردنية أن تجري تحقيقاً شاملا بشأن هذا الاعتداء على موقع عمون نيوز، وأن تضمن التزام جميع الجهات بالتعهد العلني الذي أعلن عنه الملك عبدالله الثاني باحترام حرية الصحافة”.
وكان الملك عبد الثاني قد قال في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 “ستستمر الحكومة في تطوير علاقتها معه الإعلام، بحيث تقوم هذه العلاقة على احترام حق الإعلام في العمل بحرية واستقلالية، وفي الحصول على المعلومة ونشرها”.
وكان موقع إخباري أردني آخر قد تعرض للقرصنة في العام الماضي بعد أن نشر مواد ناقدة. فقد أفاد الموقع الإخباري “كل الأردن” أنه محتويات الموقع تعرضت للتلاعب بصفة مسيئة عدة مرات خلال عام 2010، واتهم السلطات الأردنية في تشرين الأول/أكتوبر بأنها مسؤولة عن هذه الاعتداءات المتكررة. وقال موقع “كل الأردن” أن عمليات القرصنة كانت تجري عندما ينشر الموقع مقالات ناقدة للحكومة. ولم يردّ المسؤولون الأمنيون على تلك المزاعم في ذلك الوقت.