مصادرة صحيفة معارضة في تونس
نيويورك، 19 تموز/يوليو 2010 — تدين لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها للمصادرة البادية للصحيفة الأسبوعية المعارضة “الموقف”، التابعة للحزب الديمقراطي التقدمي في تونس.
قال رشيد خشانة، رئيس تحرير صحيفة “الموقف”، للجنة حماية الصحفيين إن 10,000 نسخة من عدد الصحيفة الصادر يوم الجمعة اختفت من الأكشاك، ويبدو أنها صودرت من قبل جهاز الأمن. وعلى الرغم من أن عدداً صغيراً من نسخ الصحيفة تم يوزيع مباشرة إلى أعضاء الحزب، إلا أن الصحيفة متوفرة بصفة أساسية عبر الأكشاك. وقد أصدرت السلطات التونسية بياناً يوم الأحد نفت فيه أنها صادرت نسخ من الصحيفة، ولكن محرري الصحيفة أشاروا إلى أن بائعي الصحف شاهدوا أعضاء جهاز الأمن بالملابس المدنية يقومون بمصادرة نسخ من الصحيفة.
وأفاد مدير تحرير الصحيفة، منجي اللوز، للموقع الإلكتروني “إيلاف” الذي يصدر من لندن أنه “لم يعثر قراء صحيفتنا على أي نسخة من عدد اليوم [الجمعة] لا في العاصمة تونس ولا في المحافظات الداخلية للبلاد”. وأضاف أن “الصحيفة تعرضت للحجز من دون الاستناد إلى قرار قضائي يبرر مصادرتها، ولا حتى إشعار المسؤولين عنها بأسباب هذا الإجراء”.
وقال خشانة للجنة حماية الصحفيين إن عدد الصحيفة الذي حجبته الرقابة تضمن توقعات حول تعديل الدستور من أجل السماح للرئيس زين العابدين بن علي من ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة في عام 2014. ويفرض الدستور التونسي حالياً حداً أقصى لعمر المرشحين لمنصب الرئيس و أن لا يبلغ 75 عاماً؛ وسيبلغ عمر الرئيس بن علي 78 عاماً في 2014. وقد نشرت صحيفة “الموقف” بياناً للحزب الديمقراطي التقدمي يرفض فيه “الرئاسة مدى الحياة” ويقترح تحديد إشغال منصب الرئاسة لفترتين رئاسيتين كحد أقصى.
كما نشرت صحيفة “الموقف” أيضاً مقالاً حول الصحفي الفاهم بوكدوس، وهو صحفي تونسي ناقد تم اعتقاله خلال الأسبوع الماضي. ويعاني بوكدوس من مرض الربو، مما يثير شواغل حول وضعه الصحي أثناء احتجازه.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نطالب السلطات التونسية بضمان صدور صحيفة الموقف وتوزيعها دون تدخل. و نشعر بالقلق جراء الانتهاكات والمضايقات المتواصلة ضد الصحفيين الناقدين والصحف الناقدة في تونس”.
وقال خشانة إن صحيفة “الموقف” تعرضت للرقابة في مرة سابقة خلال هذا العام. ففي 27 آذار/مارس، قامت السلطات بمصادرة نسخ من عدد للصحيفة تضمن تغطية إخبارية حول تقرير أصدرته منظمة هيومان رايتس ووتش حول انتهاكات لحقوق الانسان في تونس.
وفي 9 تموز/يوليو، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن انشغالها بشأن وضع حرية الصحافة في تونس. فقد قال الناطق باسم وزارة الخارجية، مارك تونر، لمجموعة من الصحفيين إن “الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بقلق عميق جراء تراجع الحريات السياسية في تونس وخصوصاً القيود المشددة على حرية التعبير”.