لجنة حماية الصحفيين تطالب وزارة الدفاع الأمريكية بالتحقيق في مقتل صحفيين بالعراق

لقد وجهت لجنة حماية الصحفيين دعوات عديدة لإجراء تحقيقات شاملة وشفافة بشأن مقتل هذين الشخصين، وكذلك بشأن جميع الحالات الأخرى التي تخص صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام الذين قتلوا برصاص الجيش الأمريكي في العراق. وأوردت وكالة رويترز في 8 نيسان/إبريل أن القيادة العسكرية المركزية الأمريكية أوضحت أنه ليس من ضمن خططها حالياً إجراء تحقيق جديد. ولكن نظراً لأن ستة عشر صحفياً وثلاثة عاملين إعلاميين مساعدين قد قتلوا برصاص القوات الأمريكية بحسب أبحاث لجنة حماية الصحفيين، فمن الواضح أن ثمة حاجة لإجراء تحقيق منهجي وشامل. ويجب الإعلان عن نتائج التحقيق وإدماج الدروس المستقاه منه في التدريبات العسكرية من أجل تقليص احتمال تعرض الصحفيين للرصاص أثناء قيامهم بتغطية صحفية لعمليات قتالية.

لقد شاهد ملايين الناس في العالم شريط الفيديو الذي تم الكشف عنه مؤخراً. وقد دعا عدة خبراء في القانون الإنساني الدولي إلى إجراء تحقيقات لتحديد ما إذا كانت القوات الأمريكية قد التزمت بالقانون الإنساني الدولي، ومن بين هؤلاء الخبراء مالكوم سمارت من منظمة العفو الدولية، والمحامية بيبي فان جينكل وهي باحثة في معهد كلينغيندال الهولندي للعلاقات الدولية.

يُظهر شريط الفيديو القوات الأمريكية تفتح النيران على مجموعة من الرجال (وقال الجنود إنهم يعتقدون أن بعض الرجال يحملون أسلحة) مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن اثني عشر شخصا برصاصات قاتلة أو جراح خطيرة. ونحن نشعر بالقلق بصفة خاصة لأن الجنود الذين كانوا على متن الطائرة المروحية اعتقدوا أن الكاميرا التي يحملها أحد الضحايا هي سلاح. وليست هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها الجيش الأمريكي مثل هذا الزعم، ففي آب/أغسطس 2003، أطلق جندي أمريكي الرصاص على مصور وكالة رويترز مازن دعنه وأرداه قتيلاً وذلك اعتقادا منه بأن الكاميرا التي يحملها دعنه كانت قاذفة قنابل صاروخية، وذلك وفقاً لتحقيق أجراه الجيش الأمريكي.

 حدد الشريط الذي كشف عنه موقع ويكيليكس هوية أحد الرجال الجرحى في الهجوم الذي جرى في 12 تموز/يوليو بأنه سعيد شماغ. ويمكن سماع الجنود على الشريط يستحثونه على التقاط سلاح كي يتمكنوا من إطلاق الرصاص عليه. وعندما اقتربت سيارة لإخلاء الرجل الجريح الذي تم التعرف على هويته بأنه سعيد شماغ، قام أحد الجنود على الشريط بإبلاغ قيادته بأنه “من المحتمل” أن السيارة تلتقط المصابين وأسلحة. وعلى الرغم أن الشريط لا يظهر أية أسلحة، إلا أن القيادة صرحت للطائرة المروحية بإطلاق الرصاص، مما أدى إلى مقتل شماغ وعدة أشخاص آخرين في السيارة وإصابة أطفال كانوا على متنها.

 ا بد لأي تحقيق مستقبلي أن يحدد على نحو مقنع سبب قتل الموظف الإعلامي الذي لم يكن يشكل أي خطر على جنود الجيش الأمريكي، بينما كان يتم إخلائه من مكان الهجوم الأول الذي نفذه الجنود الأمريكيون أيضاً.

يعرض الملحق المرفق أسماء 16 صحفياً  وثلاثة موظفين إعلاميين مساعدين قتلوا بنيران الجيش الأمريكي في العراق. (وثمة ثلاثة عاملين إعلاميين آخرين قتلوا بنيران الشركة الأمريكية الأمنية المتعاقدة مع الجيش، بلاكووتر). وفي حين أننا لم نجد دليلاً على أن القوات الأمريكية قد استهدفت الصحفيين عن قصد في أي من تلك الحالات، إلا أن أبحاثنا تظهر أنه لم تجرِ تحقيقات وافية بشأن معظم حالات قتل الصحفيين أو أن الجيش امتنع عن الإعلان عن نتائج التحقيقات.

وفي أعقاب كل حالة من حالات قتل الصحفيين من قبل الجنود الأمريكيون، كانت لجنة حماية الصحفيين قد طالبت وزارة الدفاع بإجراء تحقيقات شاملة وشفافة وبالوقت الملائم. ولكن للأسف، لم تقم وزارة الدفاع بإجراء مثل هذه التحقيقات سوى لعدد محدود من تلك الحالات. ومنذ 15 أيار/مايو 2003، قدمت لجنة حماية الصحفيين لمكتب المعلومات والاستعراض الأمني في وزارة الدفاع ستة طلبات بموجب قانون حرية الوصول إلى المعلومات، إضافة إلى طلب واحد إلى القيادة العسكرية المركزية الأمريكية ، ولكن ما زالت ثلاثة من هذه الطلبات السبعة معلقة لغاية الآن. وفي كانون الثاني/يناير 2009، طالبت لجنة حماية الصحفيين من الرئيس المنتخب حينها باراك أوباما أن يصدر أمراً لإجراء تحقيقات شاملة بشأن حالات القتل تلك.

 حن نجدد مطالبتنا بإجراء تحقيقات شاملة ومحايدة وعلنية بشأن كل تلك الحالات، بما في ذلك الأحداث التي وقعت في 12 تموز/يوليو، والتي أدت إلى مقتل نمير نور الدين وسعيد شماغ. ومن شأن هذه التحقيقات أن تكون مفيدة للجيش ولوسائل الإعلام طالما يتم إدماج الدروس المستقاة منها في عمليات التدريب المستقبلية.

نشكركم على اهتمامكم بهذه الأمر المهم. ونتطلع لتلقي ردكم.