نيويورك، 22 آذار/مارس 2010 – لجنة حماية الصحفيين تناشد السلطات التونسية بإنهاء اضطهاد وسجن صحفي ناقد، وإسقاط حكم بالسجن لمدة أربع سنوات ضد صحفي آخر.
أفادت تقارير صحفية لوسائل إعلام محلية ودولية خلال عطلة نهاية الأسبوع إن الصحفي توفيق بن بريك، وهو مساهم معروف في وسائل الإعلام الأوروبية ويمضي حاليا حكماً بالسجن لمدة ستة أشهر على خلفية تهم ملفقة، رفض عدة مرات عرضاً من الحكومة لإنهاء سجنه بشرط أن يوقع اتفاقية يتعهد فيها بالتوقف عن انتقاد الرئيس زين العابدين بن علي وعائلته.
وفي يوم الجمعة الماضي، قال جلال بن بريك الزغلامي، شقيق الصحفي السجين، للقناة التلفزيونية الفضائية “الحوار التونسي” التي تتخذ من إيطاليا مقراً لها وللصحيفة الأسبوعية المعارضة “الموقف”، إن مبعوثين حكوميين قاموا بزيارة بن بريك ثلاث مرات في سجن سليانة في وقت سابق خلال هذا الشهر لحثه على توقيع رسالة يصرح فيها بأنه سوف “يلتزم بالدستور ويمتنع عن التعرض والإساءة من خلال كتاباته وتصريحاته إلى فخامة الرئيس بن علي وعائلته”.
وأوردت صحيفة “الموقف” نقلاً عن بن بريك قوله، “هم يريدون قطع لساني وتحطيم قلمي وهو أغلى ما عندي. إنهم يريدون ضرب مسيرتي الصحفية كلها”.
وتأتي هذه المحاولة الأخيرة لإسكات بن بريك قبل حوالي أسبوعين من انعقاد جلسة لمحكمة استئناف (من المقرر أن تجري يوم الثلاثاء في مدينة قفصة الواقعة في جنوب البلاد) بخصوص قضية الصحفي فهيم بوقدوس، وهو مراسل القناة التلفزيونية الفضائية “الحوار التونسي”. وقد كانت محكمة ابتدائية قد أصدرت ضد بوقدوس في كانون الثاني/يناير حكماً بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة “الانتماء إلى جمعية إجرامية” ونشر مواد “من المحتمل أن تضر بالنظام العام” وذلك بعد قيامه بتغطية صحفية للتظاهرات العمالية العنيفة التي جرت في منطقة المناجم في قفصة. وقد صدر الحكم بعد أن اعترض على حكم سابق بالسجن لمدة ست سنوات صدر أثناء فترة اختبائه التي امتدت 17 شهراً. وقال بوقدوس للجنة حماية الصحفيين إنه ظل حراً منذ توقفه عن الاختباء في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، وإن ما يزيد عن 40 محمامٍ قد تطوعوا للدفاع عنه في المحكمة يوم الثلاثاء.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن حكومة الرئيس بن علي لا تتوقف عند أي حدود لإسكات الأصوات المستقلة. ويستحق زميلنا توفيق بن بريك الإشادة على شجاعته بالدفاع عن حقه بالتعبير عن رأيه كصحفي. نحن نناشد السلطات التونسية أن تصدر أمراً بالإفراج عنه وأن تسقط الحكم الصادر ضد فهيم بوقدوس أثناء الاستئناف”.
لقد ازدادت الاعتداءات ضد الصحفيين المحليين والدوليين الناقدين ازدياداً شديداً منذ تشرين الأول/أكتوبر 2009، عشية حملة إعادة انتخاب الرئيس بن علي لفترة رئاسية خامسة. وإضافة إلى أحكام السجن ضد بن بريك وبوقدوس، أمضى مراسل الموقع الإلكتروني الإخباري “السبيل أونلاين”، زهير مخلوف، ما يزيد عن ثلاثة أشهر في السجن على خلفية اتهامات ملفقة تتعلق بتغطيته الصحفية حول الرئيس بن علي وحكومته. وقال محامي حقوق الإنسان والمدون محمد عبو للجنة حماية الصحفيين إنه تلقى “عروضاً شبيهة” كالتي تلقاها بن بريك لإنهاء سجنه. وقد أمضى محمد عبو 28 شهراً في السجن بين عامي 2005 و 2007 بسبب كتاباته حول التعذيب والحكم الاستبدادي للرئيس بن علي.